المُفاضَلةُ بَيْنَ الأئِمَّةِ (ع).

منار/ النرويج: هَلْ توجَدُ مفاضلةٌ بينَ الأئمِّة (عليهمُ السَّلامُ)؟

: اللجنة العلمية

الأخُ المحترمُ، السَّلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.

الرِّواياتُ متواترةٌ في أفضليَّةِ أميرِ المؤمنينَ (ع) والأئمَّةِ منْ ولدِهِ على جميعِ الأنبياءِ عدا جدَّهمْ خاتمَ الأنبياءِ (ص).

ويظهرُ منْ بعضِ الأخبارِ أنَّ أفضلَ الأئمَّةِ أميرُ المؤمنينَ (ع)، ثمَّ منْ بعدِهِ الحسنُ والحسينُ (ع)، ثمَّ منْ بعدِهِما المهديُّ (ع)، ثمَّ منْ بعدِهِ بقيَّةُ الأئمَّةِ - عليهمُ السَّلامُ -، وأمّا بقيَّةُ الأئمَّةِ (ع) (الثَّمانيةُ) فيظهرُ منْ بعضِ الأخبارِ تساويهمْ في الفضيلةِ.

1- روى الكلينيُّ بسندٍ صحيحٍ عنْ بريدِ بنِ معاويةَ قالَ: (قلتُ لأبي جعفرٍ - عليْهِ السَّلامُ -: "قلْ كفى باللهِ شهيداً بينِي وبينَكمْ ومَنْ عندَهُ علمُ الكتابِ"، قالَ: "إيّانا عنى، وعليٌّ أوَّلُنا وأفضلُنا وخيرُنا بعدَ النَّبيِّ صلّى اللهُ عليْهِ وآلِهِ"). [الكافي ج1 ص229]

2- وروى الحميريُّ بسندٍ صحيحٍ عنِ الإمامِ الرِّضا (ع) فيما كتبَ إليْهِ: (قالَ أبو جعفرٍ - عليْهِ السَّلامُ -: لا يستكملُ عبدٌ الإيمانَ حتّى يعرفَ أنَّهُ يجري لآخرِهِمْ ما يجري لأوَّلِهِمْ في الحُجَّةِ والطّاعَةِ والحَرامِ والحَلالِ سواءً، ولمحمَّدٍ- عليْهِ السَّلامُ - ولأميرِ المؤمنينَ فضلُهُما). [قربُ الإسنادِ ص351]

3- وروى الصَّدوقُ بإسنادِهِ عنِ الإمامِ الرِّضا (ع) عنْ آبائِهِ عنِ النَّبيِّ (ص) قالَ: (الحسنُ والحسينُ خيرُ أهلِ الأرضِ بعدِي وبعدَ أبِيهِما، وأمُّهُما أفضلُ نساءِ أهلِ الأرضِ). [عيونُ أخبارِ الرِّضا ج2 ص67]

4- وروى الحميريُّ بسندٍ موثَّقٍ عنِ الإمامِ الصّادقِ (ع) عنْ أبِيهِ قالَ: (قالَ رسولُ اللهِ - صَلّى اللهُ عليْهِ وآلِهِ-: الحسنُ والحسينُ سيِّدا شبابِ أهلِ الجَنَّةِ، وأبوهُما خيرٌ منْهُما). [قربُ الإسنادِ ص111، كتابُ سليمٍ ص275]

5- وروى النّعمانيُّ وغيرُهُ بسندٍ معتبرٍ عنْ أبي بصيرٍ، عنْ أبي عبدِ اللهِ عنْ آبائِهِ - عليْهِمُ السَّلامُ -، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ - صلّى اللهُ عليْهِ وآلِهِ -: (إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ اختارَ منْ كلِّ شيءٍ شيئاً ... واختارَ منَ النّاسِ بني هاشمٍ، واختارني وعليّاً منْ بني هاشمٍ، واختارَ منِّي ومنْ عليٍّ الحسنَ والحسينَ، وتكملةَ اثنيْ عشرَ إماماً منْ ولدِ الحسينِ تاسِعُهُمْ باطِنُهُمْ، وهوَ ظاهرُهُمْ، وهوَ أفضلُهُمْ، وهوَ قائِمُهُمْ) [الغيبةُ ص73، الاستنصارُ للكراجكيِّ ص8، مقتضبُ الأثرِ ص10، دلائلُ الإمامةِ للطَّبريِّ ص453]

وفي روايَةِ سلمانَ الفارسيِّ:(... تاسِعُهُمْ قائِمُهُمْ، إمامُهُمْ، أعلمُهُمْ، أحْكَمُهُمْ، أفْضَلُهُمْ). [مقتصبُ الأثرِ ص9، الاستنصارُ للكراجكيِّ ص9]

وفي روايَةِ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ: (... تاسِعُهُمْ قائِمُهُمْ، أعْلَمُهُمْ، أحْكَمُهُمْ). [مقتضبُ الأثرِ ص9]

وهذِهِ الرِّواياتُ تدلُّ على أفضليَّةِ أميرِ المؤمنينَ (ع).

والرِّوايَةُ الثّانيةُ تدلُّ على أنَّ التَّفاضُلَ بينَ الأئِمَّةِ (ع) في غيرِ الحُجِّيَّةِ والطّاعَةِ والعلمِ بالحَلالِ والحَرامِ، فهُمْ في هذِهِ الأمورِ سَواءٌ.

والرِّوايَةُ الثّالثةُ والرّابعةُ تدلّانِ على أفضليَّةِ أميرِ المؤمنينَ والحسنِ والحسينِ- عليْهِمُ السَّلامُ - على الأئمَّةِ التِّسْعَةِ.

والرِّوايَةُ الخامسةُ نصٌّ على أفضليَّةِ الإمامِ المهديِّ (ع) على آبائِهِ الثَّمانيَةِ، فهوَ أفضلُ التِّسْعَةِ.

- قالَ الكراجكيُّ فيما عدَّ منْ عقائدِ الإماميَّةِ: (ويُعتقدُ أنَّ أفضلَ الأئمَّةِ - عليْهِمُ السَّلامُ - أميرُ المؤمنينَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ - عليْهِ السَّلامُ - ... وأنَّ أفضلَ الأئمَّةِ بعدَ أميرِ المؤمنينَ ولدُهُ الحسنُ ثمَّ الحسينُ، وأفضلُ الباقينَ بعدَ الحسينِ إمامُ الزَّمانِ المهديُّ - صلّى اللهُ عليْهِ وآلِهِ - ثمَّ بقيَّةُ الأئمَّةِ بعدَهُ على ما جاءَ بِهِ الأثرُ وثبتَ في النَّظَرِ) [كنزُ الفوائدِ ص112]

- وقالَ العلّامَةُ المجلسيُّ فيما علّقَ بِهِ على حديثٍ: (ويدلُّ على أنَّ أميرَ المؤمنينَ - عليْهِ السَّلامُ - أفضلُ منْ سائرِ الأئمَّةِ، ويدلُّ بعضُ الأخبارِ على فضلِ الحسنينِ - عليْهِما السَّلامُ - على سائرِ الأئمَّةِ - عليْهِمُ السَّلامُ -، ويُفهَمُ منْ بعضِها فضلُ القائِمِ - عليْهِ السَّلامُ - على الثَّمانِيَةِ الباقيَةِ) [مرآةُ العقول ج3 ص178]

- وقالَ السَّيِّدُ نعمةُ اللهِ الجزائريُّ: (قدْ تحقَّقْتُ أنَّ النَّبيُّ - صلّى اللهُ عليْهِ وآلِهِ - والأئمَّةَ - صَلواتُ اللهِ عليْهِمْ - قدْ خُلِقُوا منْ نورٍ واحدٍ، والنَّبيُّ (ص) لهُ فضيلةٌ، وأمّا سيِّدُ الموحِّدينَ أميرُ المؤمنينَ (ع) فقدْ فضَّلَهُ على الأئمَّةِ (ع)، وذَكَرُوا أنَّ لهُ الفضلَ على الأئمَّةِ، ووَجْهُهُ ظاهِرٌ، وأمّا الحَسَنانِ - صلواتُ اللهِ عليْهِما - فالذي يظهرُ منْ أخبارِهِمْ أنَّ لهُما الفضيلةَ أيضاً على باقِيهِمْ ... وأمّا هُما فلا نعرفُ الأفضليَّةَ بَيْنَهُما ... وأمّا بقيَّةُ الأئمَّةِ - عليْهِمُ السَّلامُ - فالأخبارُ قدِ اختلفتْ في أحوالِهِمْ في المُساواةِ والأشرفيَّةِ، فروى الصَّدوقُ مسنداً إلى مولانا أبي عبدِ اللهِ الحسينِ (ع) قالَ: دخلْتُ أنا وأخي على جدِّي رسولِ اللهِ (ص)، فأجلسَ أخي على فخِذِهِ الأيمَنِ وأجلسَنِي على فخِذِهِ الأخرى، ثمَّ قبَّلنا وقالَ: بِأَبِي أنْتُما مِنْ إمامَيْنِ صالِحَيْنِ اختارَكُما اللهُ مِنِّي ومِنْ أبِيكُما وأمِّكُما، واختارَ مِنْ صُلْبِكَ يا حسينُ تسعةَ أئمَّةٍ تاسِعُهُمْ قائمُهُمْ، كلُّهُمْ في الفضلِ والمنزلةِ عندَ اللهِ سواءٌ، وفي الرِّواياتِ الأخرى أنَّ أفضلَهُمْ قائمُهُمْ، ولعلَّ أفضليَّتَهُ (ع) باعتبارِ تشييدِ أركانِ الدِّينِ، وكثرَةِ جِهادِهِ وإعزازِ المؤمنينَ بِهِ ونَحْوِ ذلِكَ) [الأنوارُ النعمانيَّةُ ج1 ص21]

والحَمْدُ للهِ رَبِّ العالمِينَ.