شَرْحُ كَلماتٍ لأميرِ المُؤمنينَ (ع).

أبو فَلاح: الإمامُ عَلِيٍّ (عَليهِ السَّلامُ) يَقولُ "المَرءُ بِأكبَرَيْهِ عَقلهِ وهِمَّتِهِ"  وأيضاً يَقولُ (عَليهِ السَّلامُ)"الدِّينُ أوَّلُها والعَقلُ ثانِيها"  ما تَفسيرُ ذلكَ ؟

: اللجنة العلمية

الأخُ أبو فَلاحٍ المُحترَمُ، السَّلامُ عليكُم ورَحمَةُ اللهِ وبركاتُهُ 

فِي كَلِمَتِهِ الْأُوْلَى أَرَادَ (عَلَيْهِ السَّلامُ) أَنْ يُبَيِّنَ أَنَّ الْإِنْسَانَ فِي تَصَرُّفَاتِهِ وَحُضُورِهِ وَأَفْعَالِهِ وَأَقْوَالِهِ رَهينُ أَمْرَيْنِ، هُمَا: الْعَقْلُ (الْجِهَةُ التَّنْظِيرِيَّةُ لِأَفْعَالِ وَأَقْوَالِ الْإِنْسَانِ)، وَالْهِمَّةُ (الْجِهَةُ التَّنْفِيذِيَّةُ لِأَقْوَالِ الْإِنْسَانِ).

فَإِذَا كَانَتْ هَاتَانِ الجِهَتانِ عَلَى مُسْتَوَى عَالٍ مِنَ الْأَدَاءِ كَانَتْ أَقْوَالُ الْإِنْسَانِ وَأَفْعَالُهُ مَحْمُودَةً وَمَقْبُولَةً مِنَ الْجَمِيعِ.

وَأَمَّا الْكَلِمَةُ الثَّانِيَةُ فَهِي قَدْ وَرَدَتْ فِي مَقَامِ بَيَانِ أُسُسِ مَكَارِمِ الْأخْلَاقِ، فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلامُ):

إِنَّ الْمَكَارِمَ أَخلاقٌ مَطَهَّرَةٌ

فَالدِّينُ أَوَّلُها وَالْعَقْلُ ثَانِيهَا

فَالدِّينُ هُوَ الْمِحْوَرُ الَّذِي تَدُورُ عَلَيْهِ رَحَى الْأخْلَاقِ وَنَعرِفُ بِهِ حُدودَ الْأَشْيَاءِ مِنْ مُتَطَرَّفَاتِهَا، وَالْعَقْلُ هُوَ الْمُؤَيَّدُ وَالْمُؤْتَمَنُ عَلَى الْإيمَانِ بِهَذِهِ الْحُدودِ وَالضَّوَابِطِ الَّتِي يَرْسُمُهَا الدِّينُ لِلْأخْلَاقِ.

وَدُمْتُم سَالِمِينَ.