هلْ يُمكِنُ تَفسيرُ الأَحلَامِ وِفْقَاً لِمَدرَسةِ التَّحليلِ النَّفسِيّ؟

عَلِيّ رِضَا: السَّلَامُ عَلَيكُم .. مَا رَأيُكُم فِي تَفسيرِ وَتَأوِيلِ الأَحْلَامِ مِنْ مَنظُورِ التَّحْلِيلِ النَّفْسِيّ؟.

: اللجنة العلمية

الأَخُ عَلِيُّ المُحْتَرَمُ: السَّلامُ عَلَيكُم وَرَحْمَةُ ٱللهِ وَبَرَكَاتُهُ:-

يُعتَبَرُ (سِيْجمُوند فُرُويد) أَوَّلَ مَنْ تَكلُّمَ عَنِ الْلَّاوَعْي فِي الإِنسَانِ، وبِذَلِكَ يَكونُ قَدْ أَسَّسَ لِتَصُوُّرٍ جَدِيدٍ تَجاوَزَ مَا كَانَ مَعهُودَاً، فَكُلُّ الفَلسَفَاتِ الإِنسانِيَّةِ كَانَتْ تَتَحَرَّكُ فِي دَائِرَةِ الَوعْيِ الإِنسَانيّ، بِوَصْفِهَا مَعْرِفَةً مَرصُودَةً وَمُحَدَّدَةٍ، أَمَّا اللًّاوَعْي فَهُوَ حالةٌ مِنَ الوَعيِ غَيرِ المُتَصَوَّرِ مَعْرِفِيَّاً؛ لِكَونِهِ خَارجَ حُدُودِ مَنطَقةِ الوَعْيِ المَعهُودَةِ عِندَ الإِنْسَانِ، أَيْ بِمَعنَى أَنَّهُ يُشَكِّلُ البُنْيَةَ التَّحتِيَّةَ غَيرِ المَنظُورَةِ لِلوَعْيِ، وَعِندَمَا كَانَ فرُويدُ يَعتَقِدُ أَنَّ ٱفْتِرَاضَ اللَّاوَعْيَ يُسَاهِمُ فِي تَفْسِيرِ كَثِيرٍ مِنَ المُشْكِلاتِ النَّفسِيَّةِ ٱعْتَبَرَهُ حَقِيقةً، وَبِذَلِكَ يُصبِحُ العَقلُ الإِنسَانيُّ مُشتَمِلاً عَلَى مُعْطَيَاتٍ غَيرِ مُدرَكَةٍ عَلَى مُسْتَوَى الوَعْيِ الظَّاهِرِيّ، ومَعَ ذَلِكَ فَاللَّاوَعْي لَهُ تَأثِيراتٌ خَفِيُّةٌ عَلَى نَفْسِيَّةِ الإِنسَانِ وَعَلَى سُلُوكِهِ، وَمِنْ ضِمنِ تِلْكَ التَّأثيراتِ الأَحْلَامُ الَّتِي رَافَقَتِ الإِنسَانَ مُنذُ الأَزَلِ، فُفِي كِتَابِهِ (مُحَاضَرَاتٌ تَمْهِيدِيَّةٌ فِي التَّحلِيلِ النَّفسِيّ) إعْتَقَدَ أَنَّ الحُلُمَ ظَاهِرةٌ نَفْسِيَّةٌ تَنتَمِي إِلى اللَّاوَعْيَ فِي الإِنسَانِ، وَعَليهِ فإِنَّ الحُلُمَ هُوَ أَدآةُ التَّواصُلِ الَّتِي يَستَخدِمُها اللَّاوَعْيَ عَلَى شَكْلِ رَسَائِلَ مُشَفَرَةٍ يَبعَثُها إِلى الوَعْيِ، ومِنْ هُنا نَجِدُ بَعضَ المُعَالِجِينَ النَّفسِيِّينَ يَستَخدِمُونَ التَّنْوِيمَ المُّغْناطيسيَّ لِيَتَمَكَنَ مِنَ الوُصُولِ إِلى مَنطِقةِ اللَّاوَعْيِ فِي الإِنسَانِ، ومِنْ خِلالِ ذَلِكَ يُمكِنُهُ التَّعَرُّفَ عَلَى العُقدَةِ الَّتِي تُسَبِّبُ لَهُ الٱضْطِرَاباتِ النَّفْسِيَّةِ والسُّلُوكِيَّةِ، ويَعتَقِدُ فرُويدُ أَنَّ أَفضَلَ مُفَسِّرٌ لِلأَحْلَامِ هُوَ صَاحِبُ الحُلُمِ نَفسُهُ، وَلَا وُجَودَ لِقَواعِدَ جَاهِزةٍ يُمكِنُ أَنْ تُعَمَّمَ عَلَى الجَمِيعِ، وقَدْ ٱعْتَقَدَ آخَرُونَ مِنْ عُلماءِ النَّفْسِ أَنَّ الأَحْلَامَ ليستْ نَتِيجَةَ اللَّاوَعْيِ الشَّخْصِيِّ لِلإِنسَانِ وإِنَّمَا لَهَا عِلاقةٌ بِاللَّاوَعْيِ الجَمْعِيِّ، مِنْ مَورُوثاتٍ ثَقَافِيَّةٍ وٱجْتِمَاعِيَّةٍ وأَسَاطِيرَ ومُعتَقداتٍ دِينيَّةٍ وغَيرِ ذلكَ، كَمَا يَعتَقِدُ كَارْلُ جُونَغ مُؤَسِّسُ عِلْمِ النَّفسِ التَّحلِيليّ، وَلِذَا يَعتَقِدُ جُونْغ أَنَّ القَواسِمَ المُشتَركةَ بَينَ بَعضِ الأَحْلَامِ تُرْجِعُ المَوُرُوثَ الثَّقافِيَّ المُشتَرَكَ.

وَفِي ظَنِّي أَنَّ المَدخلَ لِفِهْم ظَاهِرةِ الأَحْلَامِ بالطَّرِيقَةِ الَّتِي تَنسَجِمُ مَعَ عِلْمِ النَّفسِ التَّحلِيليّ تَبدَأُ مِنْ فِهْمِ أَحلَامِ اليَّقْظَةِ، وَهِيَ بمَثابَةِ عِالَمٍ ٱفْتِرَاضِيٍّ يَلجَأُ إِلَيهِ الجميعُ فِي حَالةِ هُرُوبٍ مِنْ ضُغُوطاتِ الوَاقعِ، فَفِي ذَلِكَ العَالَمِ يَتَمَكَّنُ الإِنسَانُ مِنْ إِنجَازِ مَا لَا يُمْكِنُ إِنجَازُهُ فِي العَالَمِ الحَقِيقيّ، وقَدْ يُفَضِّلُ البَعضُ الإِسْتَمْرَارَ فِي ذَلِكَ العَالَمِ الخَيَالِيّ أَطْولَ وقتٍ مُمْكِنٍ، ولِذَا يَلجِأُ البعضُ إِلى المُسْكِراتِ والمُخَدِّرَاتِ الَّتِي تَفصُلُهُ عَنِ العَالَمِ الوَاقِعِيّ، ثُمَّ تَنْسِجُ لَهُ عَالَمَاً ٱفْتِرَاضِيّاً يَكونُ أَكثرَ راحةً وأَخَفَّ مَؤُنَةً، وقَدْ لَجَأَ لِذلِكَ العَالِمِ أَيضَاً الكثيرُ مِنَ المُتَصَوِّفَةِ الَّذِينَ يَعيشُونَ فَي حَالةٍ مِنَ العُزْلَةِ والتَّقَشُّفِ حَتَّى يَقِلُّ ٱرْتِباطُهُم بِالعالَمِ الطَّبِيعِيّ، وَعِندَما يَعِيشُ الإِنسًانُ مُنعَزِلاً ولِفَترَةٍ طَوِيلَةٍ سَوفَ يَنتَقِلُ تَدرِيجِيَّاً إِلى عَالَمِ الخَيَالِ ويَسْتَأنِسُ بِهِ ويتآلَفُ مَعَهُ إلى دَرجةٍ لا يُعجِبُهُ العَودةُ إِلى عَالَمِ الوَاقعِ، مِثْلُ الإِنسَانِ المَريضُ بِٱنْفِصَامِ الشَّخْصِيَّةِ عِندَما يَنفَصِلُ عَنْ عَالَمِنا لا يَعِيشُ فِي الفَرَاغِ وإِنَّمَا يَعِيشُ فِي عَالَمٍ آخَرَ لهُ شُرُوطُهُ الخَاصَّةُ، وقَدْ يَستَغرِقُ الإنسًانُ فِي ذَلِكَ العَالَمِ إِلى دَرجةٍ تَتَعطًّلُ حَوَاسُّهُ الظَّاهِريًّةُ تَمَامَاً، فإِذا كَلَّمْتَهُ لا يَسْمَعُكَ وإِذا مَرَرْتَ مِنْ أَمَامِهِ لا يَرَاكَ، وقَدْ تَرَاهُ يَضْحَكُ أَو يَبكِي مَعَ أَنَّهُ لَا وُجودَ لِشيٍء مُضْحِكٍ أَو مُبْكٍ فِي الوَاقعِ، والإِنسَانُ الَّذِي يَتَمكًّنُ مِنهُ حُلُمُ اليَقْظَةِ وَيستَغرِقُ فِيهِ يَحتاجُ إِلى تَنبِيهٍ أَو صَدمَةٍ حَتَّى يَرجِعَ إِلى حَالةِ الوَعْيِ الطَّبِيعِيّ. وبالتأكيدِ إِنَّ هَذِهِ المُقارَبًةَ غَيرُ مُرْضِيَةٍ عِندَ عُلماءِ التَّحلِيلِ النَّفسِيّ، إِلَّا أَنَّها صُورةٌ يُمكِنُ أَنْ تُوَضحُ للإِنسانِ الفَرْقَ بينَ عالمَ الوَعْيِ واللَّاوَعْي.

ومَا يَهمُّنا هُنا هُوَ تقديمَ مُقَارَبَةٍ مَفهُومةٍ لِلأَحْلامِ مِنْ أَجْلِ تَخفِيفِ الآثارِ السِّلبيَّةِ الُمُتَرتِّبةِ عَلَيْهَا ٱجْتِمَاعِيَّاً؛ لِأَنَّ الكَثيرَ مِنَ النَّاسِ تَشغَلُهُم الأَحْلامِ إِلى دَرَجةٍ كبيرةٍ فِي حِينَ أَنَّ الكَثيرَ مِنْهَا هُوَ شبيهٌ بِأَحلامِ اليَقْظَةِ الَّذِي يَتَنَفَّسُ الإِنسَانُ مِنْ خِلَالِهَا هُرُوبَاً مِنْ ضُغُوطاتِ الحَياةِ، وَلا يَمنَعُ هَذَا الكلامُ مِنْ وُجُودِ رُؤىً صادقةٍ تَكَلَّمَ عَنها القُرآنُ والرُّوَاياتُ، وَهِيَ تُشَكِّلُ حَالةَ ٱتَّصَالٍ بِعَالمِ الغَيبِ، فالٱتِّصَالُ إِذَا كَانَ مَنَامِيّاً يُسَمَّى رُؤيةٌ صَادِقةٌ، أَمَا إِذا كَانَ فِي عَالَمِ اليَقْظَةِ فَيُسَمَّى إِلهامٌ، وَمَا دُونَ ذَلِكَ لَيسَ إِلَّا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ كَمَا عَبَّرَ عَنْهَا القُرآنُ الكريمُ. والرُؤْيَا الصَّادقةُ ليسَ لَهَا عِلاقةٌ بِمَا تُقَدِّمَهُ مَدرسَةُ التَّحلِيلِ النَّفسِي؛ لِأَنَّها تُمَثِّلُ نَوعَاً مِنَ الٱرْتِباطِ بالغًيبِ، فَرُؤيةُ سَيِّدِنَا إِبراهيمَ وَهُوَ يَذْبَحُ ٱبْنَهُ إِسمَاعِيلَ كَانَتْ وَحْيٌ مِنَ ٱللهِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَاتُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِنشَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ (102 الصَّافَّات). وَكَذَلِكَ الحَالُ مَعَ سَيِّدِنَا يُوسُفَ ﴿عَلَيهِ السَّلَامُ﴾: ﴿إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾ (4 يُوسُفُ). ومِثْلُ هَذِهِ الرُؤى الصَّادِقَةُ لَيستْ حِكْرَاً عَلَى الأَنبِياءِ فَقَدْ تَحصَلُ لِلمُؤمِنِ والكَافِرِ كَمَا حَدَثَتْ لِعَزيزِ مِصْرَ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَقَال َالْمَلِكُ إِنِّي أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ﴾ (43 يُوسُفُ).

وَقَدْ جَاءَتْ بِعْضُ الرِّواياتِ عَنِ النَّبِيِّ وأَهْلِ البَيتِ ﴿عَلَيهِمُ السَّلَامُ﴾ فِي تَفسِيرِ هَذِهِ المَنُامَاتِ، مِنهَا مَا جَاءَ فِي بِحَارِ الأَنوَارِ أَنَّ عَلياً ﴿ع﴾ قَالَ: (سَأَلتُ رَسُولَ ٱلله ﴿ﷺ﴾ عَنِ الرَّجُلِ يَنَامُ فَيَرَى الرُّؤيَا فَرُبَّمَا كَانَت حَقَّاً، وَرُبَّمَا كَانَت بَاطِلاً، فَقَالَ رَسُولَ ٱلله ﴿ﷺ﴾: يَا عَلِيُّ مَا مِنْ عَبْدٍ يَنَامُ إِلَّا عَرَجْتُ بِرُوحِهِ إِلَى رَبِّ العَالَمِينَ، فَمٌا رَأَى عِنْدَ رَبِّ العَالَمِينَ فَهُوَ حَقٌّ، ثُمَّ إِذَا أَمَرَ ٱللهُ العَزِيزُ الجَبَّارُ بِرَدِّ رُوحِهِ إِلَى جَسَدِهِ، فَصَارَتِ الرُّوحُ بَينَ السَّمَاءِ والأَرْضِ، فَمَا رَأَتْهُ فَهُوَ أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ".وَعَنِ الصَّادِق ﴿ع﴾ أَنَّهُ قَالَ: ﴿رُؤَى المُؤمِنُ وَرُؤْيَاهُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ عَلَى سَبْعِينَ جُزْءَاً مِنْ أَجْزَآءِ النُّبُوَّةِ﴾. وعن النبيّ ﴿ﷺ﴾ فِي قَولِهِ تَعَالَى: ﴿لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾، قَالَ: ﴿الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يُبَشَّرُ بِهَا المُؤمِنُ جُزءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءَاً مِنَ النُّبُوَّةِ﴾. وَعَنهُ ﴿ﷺ﴾ أَيضَاً: ﴿ أَلَا أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَات النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاها المُسْلِمُ أَو تُرَى لَهُ ﴾. وَعَنهُ ﴿ﷺ﴾ أَيضَاً: ﴿ لَا نُبُوَّةَ بَعدِي إِلَّا المُبَشِّرَات. قيل: يا رَسُولَ ٱللهِ! وَمَا المبشرات؟ قَالَ: الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ ﴾. وَعَنهُ ﴿ﷺ﴾ أَيضَاً: ﴿ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ بُشْرَى مِنَ ٱللهِ وَهِيَ جُزءٌ مِنْ أَجْزَآءِ النُّبُوَّةِ ﴾.

إِلَى غَيرِ ذَلِكَ مِنَ الرُّوَايَاتِ الَّتِي تؤكد عَلَى أَنَّ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةَ وَالصَّادِقَةَ هُمَا مِنْ أَجْزَاءِ النُّبُوَّةِ، مِمَّا يعني أَنَّهَا بَابٌ مِنَ أَبوَابِ الٱطِّلَاعِ عَلَى الغَيبِ، وبالتالي ليست لها علاقة بِاللَّاوَعْي الَّذِي تَحَدَّثَت عَنهُ مَدْرَسَةُ التَّحلِيلِ النَّفْسِيَّ، وَمَعَ صدق هَذِهِ الرُّؤْيَا إِلَّا أَنَّهُ لَا يَتَرَتَّبُ حُكْمٌ شَرعِيٌّ عَلَيهَا مَهْمَا ٱعْتَقَدَ فِي صَحَّتِهَا صَاحِبُها، كَمَا أَنَّهَا لَا تُعَدُّ دَلِيلاً يُمكِنُ الٱحْتِجَاجُ بِهَا عَلَى الآخَرِينَ، فَتَظَلُّ حَالةً شَخْصِيَّةً تخص صَاحِبَهَا وَإِذَا كَانَ يَتَرَتَّبُ عَلَى هَذِهِ الرُّؤْيَا آثارٌ سَلْبِيَّةٌ عَلَى الآخَرِينَ لَا يَجُوزُ العَمْلِ عَلَى طِبْقِهَا.

وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ