السَّيِّدَةُ حَكِيْمَةُ بِنْتُ الإِمَامِ الجَوَادِ لَا يُمْكِنُ التَّشْكِيْكُ فِي وُجُوْدِهَا المُبَارَكِ.

رِيَاض حَوْشِي الصَّقْرِي: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ .. مَا هِيَ المَصَادِرُ الَّتِي تُثْبِتُ وُجُوْدَ السَّيِّدَةِ حَكِيْمَةَ فِي مَصَادِرِ العَامَّةِ؟

: اللجنة العلمية

الأَخُ رياض المُحْتَرَمُ، السَّلَامُ عَلَيْكُمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتِهِ

والأَصْلُ فِي النِّسَاءِ أَنْ لَا يُذْكَرْنَ فِي كُتُبِ الرِّجَالِ وَكَذَا التَّارِيْخِ إِلَّا عِنْدَ ذِكْرِ حَادِثَةٍ أَوْ قِصَّةٍ أَوْ مَسْأَلَةٍ تَخُصُّهَا فَيُمْكِنُ حِيْنَئِذٍ ذِكْرُهَا فِيْمَنْ تُحَدِّثُ بِالأَحَادِيْثِ وَتَنْقُلُ الأَخْبَارَ فَيَضْطَرُّ حِيْنَئِذٍ المُحَدِّثُونَ لِلتَّعَرُّضِ لِذِكْرِ هَذَا الصِّنْفِ مِنَ النِّسَاءِ كَبَعْضِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ اللَّوَاتِي نَقَلْنَ بَعْضَ أَخْبَارِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَأَخْلَاقِهِ وَأَقْوَالِهِ وَأَحَادِيْثِهِ الشَّرِيْفَةِ وَكَذَا ذَكَرُوا بَعْضَ النِّسَاءِ لِارْتِبَاطِهِنَّ بِحَدَثٍ أَوْ قِصَّةٍ مَا وَهَكَذَا؛ وَالنَّتِيْجَةُ أَنَّ عَدَمَ ذِكْرِ أَسْمَاءِ أَزْوَاجِ وَبَنَاتِ الصَّحَابَةِ أَوِ التَّابِعِيْنَ أَوْ تَابِعِيْهِم أَوْ أَئِمَّةِ الهُدَى مِنْ آَلِ مُحَمَّدٍ هُوَ الأَصْلُ وَهُوَ الأَمْرُ الطَّبِيْعِيُّ وَلَيْسَ العَكْسُ أَيْ أَنَّ مَنْ لَمْ يُذْكَرْ اسْمُهَا لِكَوْنِهَا لَيْسَتْ مُحَدِّثَةً وَنَاقِلَةً لِلْحَدِيْثِ النَّبَوِيِّ طَبِيْعِيٌّ جِدَّاً وَمِنَ النَّادِرِ تَوَاجُدُ تَرْجَمَةٍ لَهَا.

إِضَافَةً إِلَى كَوْنِ أَهْلِ الأَنْسَابِ لَا يَذْكُرُونَ الإِنَاثَ عَادَةً وَمَعْ ذَلِكَ فَنَحْنُ لَسْنَا مُطَالَبِيْنَ بَأَنْ يَذْكُرَ المُخَالِفُوْنَ أَئِمَّتَنَا أَوْ أَصْحَابَهُمْ أَو أَبْنَاءَهُمْ وَبَنَاتِهِمْ حَتَّى نُصَدِّقَ بِوُجُوْدِهِمْ فَهَذَا تَكْلِيْفُ مَا لَا يُطَاقُ وَطَلَبٌ مُجَانِبٌ لِلْصَّوَابِ وَبَعِيْدٌ عَنِ العِلْمِ بِالمَرَّةِ.

وَمَعْ كُلِّ هَذَا وَذَاكَ وَعَدَمِ تَمَكُّنِنَا مِنَ البَحْثِ فِي كُلِّ الكُتُبِ الَّتِي مِنْ شَأْنِهَا أَنْ تَذْكُرَ الأَشْخَاصَ وَالأَنْسَابَ وَجَدْنَا بَعْضَ عُلَمَائِهِمْ يَذْكُرُ السَّيِّدَةَ العَظِيْمَةَ المُبَجَّلَةَ الكَرِيْمَةَ حَكِيْمَةَ بِنْتَ الإِمَامِ الجَوَادِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فَمِنْهُمْ مَنْ ذَكَرَهَا بِإسْمِهَا وَمِنْهُمْ مَنْ ذَكَرَ أَنَّ لَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِبْنَانِ وَبِنْتَانِ فَتَكُوْنُ قَدْ ذُكِرَتْ إِجْمَالَاً.

قَالَ إبْنُ حَجَرٍ المَكِيَّ فِي الصَّوَاعِقِ المُحْرِقَةِ ص123: بِلَفْظِ "يُقَالُ أَنَّهُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) سُمَّ أَيْضَاً عَنْ ذَكَرَيْنِ وَبِنْتَيْنِ". 

وَقَالَ الفَخْرُ الرَّازِيُّ فِي كِتَابِهِ الشَّجَرَةُ المُبَارَكَةُ فِي أَنْسَابِ الطَّالِبِيَّةِ ص78: 

أَوْلَادُ الإِمَامِ الجَوَادِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَأَمَّا أَبُو جَعْفَرٍ التَّقِيِّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَلَهُ مِنَ الأَبْنَاءِ ثَلَاثَةٌ: أَبُو الحَسَنِ عَلِيٌّ التَّقِيُّ -عليه السَّلَامُ- الِإمَامُ، وَمُوْسَى، وَيَحْيَى، وَوَلَدُهُ بِقُمٍ. وَلَهُ مِنَ البَنَاتِ خَمْسَةٌ: فَاطِمَةُ، وَبَهْجَتُ صَاحِبُ الرِّوَايَةِ، وَبُرَيْهَةُ ، وَحَكِيْمَةُ، وَخَدِيْجَةُ. لَا عَقْبَ لِلْبَنَاتِ وَلَا لِيَحْيَى.

 وَقَالَ القَنْدُوْزِيُّ الحَنَفِيُّ فِي يَنَابِيْعِ المَوَدَّةِ (3/ 169):  

   وَتُوُفِّيَ الجَوَادُ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ) سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَمَائَتَيْنِ، وَلَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً وَالعَقْبُ مِنْ وُلْدِهِ فِي رَجُلَيْنِ: عَلِيٌّ الهَادِي، وَمُوْسَى المُبَرْقَعُ، فَأَوْلَادُ مُوْسَى بِالرَّيِّ وَقُمٍّ وَمَا قَارَبَ بِهَا. وَسَائِرُ أَوْلَادِهِ: الحَسَنُ وَحَكِيْمَةُ وَأُمَامَةُ وَفَاطِمَةُ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ).

 ودمتم سالمين