أفضَلُ الأعمالِ الَّتِي يُؤدِّيهَا المُؤمنُ فِي ليلَةِ القَدْرِ.

حُسينٌ / العِراق : السَّلامُ عليكُم وتَقَبَّلَ اللهُ أعمالَكُمْ.. مَا هِيَ أفضَلُ الأعمَالِ فِي ليلَةِ القَدر؟!

: اللجنة العلمية

الأخُ حُسينٌ المُحترَمُ، عليكُمُ السَّلامُ ورَحمَةُ اللهِ وبركَاتُه 

جاءَ فِي الكافِي الشَّريفِ للكُلينيِّ قدَّسَ اللهُ سرَّهُ: ِ عَنْ أَبِي عَبْدِاللهِ ع قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ يَقُولُ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ صَدَقَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْزَلَ اللهُ الْقُرْآنَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ- وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ قَالَ رَسُولُ اللهِ ص لَا أَدْرِي قَالَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ- لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ لَيْسَ فِيهَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ ص وَ هَلْ تَدْرِي لِمَ هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ قَالَ لَا قَالَ لِأَنَّهَا- تَنَزَّلُ فِيهَا الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ- بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ وَ إِذَا أَذِنَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِشَيْ‏ءٍ فَقَدْ رَضِيَهُ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ يَقُولُ تُسَلِّمُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ مَلَائِكَتِي وَ رُوحِي بِسَلَامِي مِنْ أَوَّلِ مَا يَهْبِطُونَ إِلَى مَطْلَعِ الْفَجْر.[ الكافي ج1 ص 248 ].

ولِهذهِ اللّيلةِ العظيمةِ أعمالٌ مُتميِّزةٌ ذكرَهَا العُلماءُ فِي كتبِهِم، نُشيرُ إلى بَعضهَا: 

الأوَّلُ: الغُسلُ، قَالَ العلَّامةُ المَجلسيُّ (رحمَهُ اللهُ): الأفضلُ أنْ يَغتسلَ عندَ غروبِ الشَّمسِ ليَكونَ عَلى غُسلٍ لصلاةِ العِشاءِ.

الثّانِي: الصَّلاةُ ركعتان يَقرأُ فِي كلِّ ركعةٍ بعدَ الحَمدِ التَّوحيدَ سَبعَ مرَّاتٍ ويقولُ بعدَ الفراغِ سبعينَ مرَّةً اَسْتَغْفِرُ اللهَ واَتُوبُ اِلَيْهِ. وفِي النَّبويِّ: مَنْ فعلَ ذلكَ لا يقومُ مِنْ مقامِهِ حَتَّى يَغفرِ اللهُ لهُ ولأبويهِ. الخَبرُ. 

الثّالثُ: تأخُذُ المُصحَفَ فتنشرُهُ وتضعُهُ بينَ يديكَ وتقولُ:

اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ بِكِتابِكَ وَما فيهِ وَفيهِ اسْمُكَ الاَكْبَرُ وَاَسْماؤُكَ الْحُسْنى، وَما يُخافُ وَيُرْجى اَنْ تَجْعَلَني مِنْ عُتَقائِكَ مِنَ النّارِ وتَدعُو بمَا بدَا لكَ مِنْ حاجَةٍ.

الرَّابعُ: خُذِ المُصحَفَ فدعْهُ عَلى رأسِكَ وقُلْ:

اَللّـهُمَّ بِحَقِّ هذَا الْقُرْآنِ، وَبِحَقِّ مَنْ اَرْسَلْتَهُ بِهِ، وَبِحَقِّ كُلِّ مُؤْمِن مَدَحْتَهُ فيهِ، وَبِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ، فَلا اَحَدَ اَعْرَفُ بِحَقِّكَ مِنْكَ ثمَّ قُل عَشرَ مرّات بِكَ يااَللهُ وعَشرَ مرّات بِمُحَمَّد وعَشرَ مرّات بِعَليٍّ وعَشرَ مرّات بِفاطِمَةَ وعَشرَ مرّات بِالْحَسَنِ وعَشرَ مرّات بِالْحُسَيْنِ وعَشرَ مرّات بِعَلِي بْنِ الْحُسَيْنِ وعَشرَ مرّات بُمَحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وعَشرَ مرّات بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد وعَشرَ مرّات بِمُوسَى بْنِ جَعْفَر وعَشرَ مرّات بِعَلِيِّ بْنِ مُوسى وعَشرَ مرّات بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وعَشرَ مرّات بِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد وعَشرَ مرّات بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وعَشرَ مرّات بِالْحُجَّةِ وتَسألُ حاجَتَكَ.

الخَامِسُ: زيارَةُ الحُسينِ (عليهِ السَّلام) فِي الحديثِ أنَّهُ إذَا كانَ ليلَةُ القدرِ نادَى مُنادٍ منَ السَّماءِ السَّابعَةِ مِنْ بِطنانِ العَرشِ أنَّ اللهَ قَدْ غفرَ لِمَنْ زَارَ قَبرَ الحُسينِ (عليهِ السَّلام).

السَّادسُ: إحياءُ اللَّيالِي الثَّلاثةِ [ليلَةِ التَّاسِعَ عشرَ والحَادِي والعِشرينَ والثَّالثِ والعِشرينَ] ففِي الحديثِ: مَنْ أحيَا ليلةَ القَدرِ غُفِرَتْ لهُ ذُنوبُهُ ولَو كانَتْ ذُنوبُهُ عددَ نُجومِ السَّماءِ ومَثاقيلِ الجِبالِ ومَكائِيلِ البِحارِ.

السَّابعُ: الصَّلاةُ مائةَ ركعةٍ فانَّها ذاتُ فضلٍ كثيرٍ، والأفضَلُ أنْ يقرَأَ فِي كُلِّ رَكعةٍ بعدَ الحَمدِ التَّوحيدَ عشرَ مرَّاتٍ.

الثَّامِنُ: تَقولُ:

اَللّـهُمَّ اِنّي اَمْسَيْتُ لَكَ عَبْداً داخِراً لا اَمْلِكُ لِنَفْسي نَفْعاً وَلا ضَرّاً، وَلا اَصْرِفُ عَنْها سُوءاً، اَشْهَدُ بِذلِكَ عَلى نَفْسي، وَاَعْتَرِفُ لَكَ بِضَعْفِ قُوَّتي، وَقِلَّةِ حيلَتي، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْجِزْ لي ما وَعَدْتَني وَجَميعَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ مِنَ الْمَغْفِرَةِ في هذِهِ اللَّيْلَةِ، وَاَتْمِمْ عَلَيَّ ما آتَيْتَني فَاِنّي عَبْدُكَ الْمِسْكينُ الْمُسْتَكينُ الضَّعيفُ الْفَقيرُ الْمَهينُ، اَللّـهُمَّ لا تَجْعَلْني ناسِياً لِذِكْرِكَ فيـما اَوْلَيْتَني، وَلا لاِحْسانِكَ فيـما اَعْطَيْتَني، وَلا آيِساً مِنْ اِجابَتِكَ وَاِنْ اَبْطَأَتَ عَنّي، في سَرّاءَ اَوْ ضَرّاءَ، اَوْ شِدَّة اَوْ رَخاء، اَوْ عافِيَة اَوْ بَلاء، اَوْ بُؤْس اَوْ نَعْماءَ اِنَّكَ سَميعُ الدُّعاءِ .

وقَدْ رَوى الكَفعميُّ هَذا الدُّعاءَ عنِ الإمامِ زينِ العابدينَ (عليهِ السَّلام) الَّذِي كانَ يَدعو بهِ فِي هذهِ اللَّيالِي قَائمَاً وقاعدَاً وراكعَاً وساجدَاً، وقالَ العلاَّمةُ المجلسيُّ (رحمَهُ اللهُ): إنَّ أفضلَ الأعمالِ فِي هذهِ اللَّيالِي هُوَ الاستغفارُ والدُّعاءُ لمطالبِ الدُّنيَا والآخرةِ للنَّفسِ وللوالدينِ والأقاربِ وللإخوانِ المؤمنينَ الأحياءِ مِنهُمْ والأمواتِ والذِّكرُ والصَّلاةُ عَلى مُحمَّدٍ وآلِ مُحمَّدٍ مَا تيسَّرَ، وقَدْ وردَ فِي بعضِ الأحاديثِ اِستحبابُ قراءةِ دُعاءِ الجَوشنِ الكبيرِ فِي هذهِ اللَّيالي الثَّلاثِ.

وقَدْ رُويَ أنَّ النَّبيَّ (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّمَ) قِيلَ لَهُ: مَاذا أسألُ اللهَ تعالَى إذَا أدرَكْتُ ليلَةَ القَدرِ؟ قالَ: العَافيةَ. [المَصدرُ: مَفاتيحُ الجِنانِ للشَّيخِ عَبَّاسٍ القُمِّيِّ]. 

تَقبَّلَ اللهُ أعمالَكُمْ .. ولَا تَنسونَا مِنَ الدُّعاءِ.