هل أنّ عيسى بن مريم توفاه الله كما في سورة آل عمران؟ أم رفعه كما في سورة النساء؟

تقرير الشبهة: إنّ قرانكم يقول: في سورة آل عمران إنّ الله توفى عيسى بن مريم (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا)1 وفي سورة النساء إنّ الله رفعه إليه. (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (١٥٧) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)2 . فأين الحقيقة؟

: اللجنة العلمية

الجواب على الشبهة:

إنّ الشبهة تنبثق من تخيّل أنّ كلمة (متوفيك)، الواردة في سورة ال عمران هي بمعنى الموت 

وهذا خطأ. 

فإنّ كلمة (متوفيك) مأخوذة من الفعل (وفي)، وهي كلمه تدلّ على إكمال وإتمام ومنه الوفاء، وهو إتمام العهد وإكمال الشرط، قال تعالى: (واوفوا الكيل إذا كلتم)3 .

وقد استعمل القران الفعل (وفي) في النوّم والموت

 أمّا في الموت (الله يتوفى الانفس حين موتها)4 ،( قل يتوفاكم ملك الموت)5 . 

وفي النوم: (وهو الذي يتوفاكم بالليل)6 . 

إذن أصبح الجواب واضحاً، فإنّ (التوفي) هنا بمعنى أخذ الشيء اخذا كاملاً، فيكون المعنى ،إنّ الله تعالى أخذ عيسى إليه اخذاً كاملاً، أي بروحه وبدنه، وهذا المعنى ينسجم تمام الانسجام مع ما ورد في سورة النساء (بل رفعه الله اليه).

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  1- سورة ال عمران / 55

 2 - النساء / 158 

 3 - الاسراء / 35

  4- الزمر / 43

  5- السجدة / 12

  6- الانعام / 61