ما هيَ العِبرَةُ مِن تَكرَارِ قِصَّةِ مُوسَى (ع) في القُرآنِ؟!!

مُحمَّد هِلَال عَبد الخِضْر/: تَكرَّرتْ قِصَّةُ نَبيِّ اللهِ مُوسَى على نَبيِّنَا وآلهِ وعَليْه السَّلامُ مع طَاغِيةِ عَصْرِهِ فِرْعَونَ مرَّاتٍ كَثِيرةً وفي مَوارِدَ كَثِيرةٍ أكْثرَ مِن غَيرِهَا منَ القَصَصِ، فما وَجهُ الحِكمَةِ مِن ذلِك مع فَائقِ الشُّكْرِ والإمتِنَانِ؟

: اللجنة العلمية

     الأخُ مُحمَّد المحتَرمُ.. السَّلامُ علَيكم ورَحمةُ اللهِ وبرَكاتُه. 

     هُناكَ أسبَابٌ ووُجُوهٌ كَثِيرةٌ في سِرِّ هذا التَّكرَارِ لقِصَّةِ مُوسَى (عليه السلام) في القُرآنِ الكَرِيمِ، منْها:

     1- أنَّ فِرْعَونَ مَثَّلَ الطُّغيَانَ الأكْبرَ في الأرْضِ حينَ صَدحَ بقَولِه: أنَا ربُّكُم الأعلَى. وكانَ مُوسَى (عليه السلام) يُمثِّلُ صَوتَ الحَقِّ الأكَبرِ أمَامَه، فكَانتْ في قِصَّتِه عِبَرٌ كَثِيرةٌ مِن نَاحِيةِ المُواجَهَةِ المُحتَدِمَةِ بينَ الحَقِّ والبَاطلِ على مرِّ التَأرِيخِ.

     2- كانَ اليَهُودُ ومَا زَالُوا يُمثِّلُونَ الجِهةَ الأكْثرَ فَسَاداً وعِنَاداً في الأرْضِ، ومِن هُنا كانَ على القُرآنِ الكَرِيمِ بَيانُ أكْثرِ التَّفاصِيلِ فيمَا يَتعلَّقُ بدِيَانَتِهم وحَقِيقَةِ نَبيِّهِم حتى لا يَتمَادَوا أكْثرَ.

     3- وُجُودُ تَشابُهٍ بينَ التَّحدِّيَاتِ التي كَانتْ تُواجِهُ النَّبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) والتي وَاجَهتْ نَبيَّ اللهِ مُوسَى (عليه السلام)، فكَانَ تَكرَارُ هذِهِ القِصَّةِ مِن بَابِ التَّسلِّي وشدِّ الأزْرِ في مُواجَهةِ هذِهِ التَّحدِّيَاتِ والصُّعُوبَاتِ لنَبيِّ الإسْلامِ (صلوات الله عليه).

     ودُمتُم سَالِمينَ.