هلْ رِجالُ الدّينِ لَهُم حَصانَةٌ مِنَ الإنحِراف؟

يَقولُ المُلحِدونَ: إنَّ كَثيراً مِنْ رِجالِ الدّينِ الّذينَ يَرفَعونَ رايَةَ الإيمانِ باللهِ يُخادِعونَ النّاسَ، أي أنّهُم غَيرُ صادِقين. 

: اللجنة العلمية

هذهِ الفِكرَةُ صَحيحَةٌ في حَدِّ نَفسِها إلّا أنّها لَيستْ خاصَّةً بِرجالِ الدّينِ وإنَّما عامَّةٌ تَشملُ كُلَّ رِجالاتِ العَمَلِ الإجتماعيّ والسِّياسيّ، فمَثلاً الفَلسفةُ الماركِسيَّةُ لَها مَشروعٌ إجتماعيٌّ وسِياسيٌّ وإقتصاديّ وقد يمَثِّلُ هذا المَشروعُ طُموحَ وحُلمَ بَعضِ طَبقاتِ المُجتمَعِ، إلّا أنَّ رِجالاتِ هذا الفكرِ ليسَ بالضَّرورةِ صادِقينَ وإنَّما يُمارِسونَ خَديعةً على الطَّبقاتِ العُمّاليَّةِ مِنْ أجلِ التَّسَلُّقِ على أكتافِهِم لمآرِبَ حِزبيَّةٍ أو خاصَّةٍ، كما هوَ الحالُ في الإتّحادِ السّوفيتي عِندَما تَحوَّلَ الحِزبُ الشّيوعيُّ إلى رأسماليَّةٍ تَحتكِرُ كُلَّ شَيءٍ للحِزبِ، وعَليهِ فإنَّ الإنسانَ بما هُوَ إنسانٌ هوَ المَسؤولُ عن كلِّ هذهِ الصُّوَرِ السَّلبيَّةِ، ومِنْ هُنا نَعتبرُ أنَّ الدّينَ لهُ أهميَّةٌ كَبيرَةٌ لِكَونِهِ يُساهِمُ في تَربيَةِ الإنسانِ ويأمُرهُ دائِماً بالإخلاص. 

والإسلامُ كَدينٍ لا يَأمرُ بِهذا الإستِقلالِ بلْ على العَكسِ منْ ذلكَ يُحرِّمُهُ ويَنهى عَنهُ، ومِنْ هنا لا يَكونُ مَسؤولاً عنْ بعضِ النَّماذجِ الّتي إستَغَلَّتِ الدّينَ مِنْ أجلِ مَصالِحَ خاصَّةٍ، قالَ تَعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللهَۚ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (8 المائِدَة). في آيةٍ أُخرى يَقولُ تَعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ للهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا ۚ وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) (135 النِّساء)