هلِ السُّلطَةُ الدّينيَّةُ هيَ الّتي تَفرِضُ الإيمانَ بالدّين؟

يَقولُ المُلحِدونَ: إنَّ المُشكلَةَ في الدّينِ تَكمُنُ في أنَّ السُّلطاتِ الحاكمَةِ هيَ الّتي تَفرِضُ الإيمانَ بالدّين؟ 

: اللجنة العلمية

لو اِعتَرَفنا بِهذهِ المُشكلَةِ لِوجودِ بَعضِ الشَّواهِدِ الّتي تُؤَيِّدُها، إلّا أنَّ النَماذِجَ المُعاكِسَةَ أيضاً مُتوفرَةٌ، وبِالتّالي لا يُمكِنُ الخُلوصُ إلى قاعدةٍ شامِلةٍ على أنّها حَقيقةٌ لا لَبْسَ فيها، فالأنظِمَةُ العِلمانيَّةُ نَفسُها تُعاني مِنْ هذهِ الإشكاليَّةِ عِندما تُحاوِلُ فَرضَ العِلمانيَّةِ بالسُّلطةِ والقَراراتِ السِّياسيَّةِ، كما هوَ الحالُ في العِلمانيَّةِ الفَرنسيَّةِ، ولذا يَجِبُ التَّفكيرُ الجِدّيُّ للكَشفِ عنْ أسبابِ هذهِ الظّاهرةِ، وعليهِ فإنَّ مُجرَّدَ إرجاعِ هذهِ الظّاهرةِ إلى الأديانِ أمرٌ غيرُ مَدروسٍ وفيهِ تَحامُلٌ غيرُ مبرَّرٍ، ويَبدو أنَّ الإشكاليَّةَ لها علاقَةٌ بِثقافَةِ السُّلطةِ فكُلَّما توفَّرتْ السُّلطةُ لِجماعَةٍ كُلّما عَمِلَتْ على تَوظِيفِها في خِدمةِ أيدولوجِيّاتِها الخاصَّةِ، الأمرُ الّذي يَقودُنا دائِماً إلى كَونِ الإنسانِ بِما يَحملُهُ مِنْ عُقَدٍ مُختَلفَةٍ هوَ المَسؤولُ عنْ هذهِ الصُّوَرِ المُشوَّهَةِ سواءٌ كانَ مُتدَيّناً أو غيرَ مُتديّن.