يقول أحد الملحدين: إنّ القرآن يقول أنّ القمر واحد في هذا الكون، غير أنّ العلم الحديث أبطل ذلك وأثبت أنّ الأقمار لا حصر لها، فهذا يناقض القرآن.

أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سراجا  يقول أحد الملحدين: إنّ القرآن يقول أنّ القمر واحد في السماوات لكن الإنسان بعد أنْ وصل للفضاء اكتشف وجود مليارات الأقمار، فكيف يذكر القرآن قمراً واحداً في السماوات السبع وتوجد منه المليارات؟

: اللجنة العلمية

الجواب إجمالاً: إنّ القرآن لم يقل أنّ القمر واحد في الكون أبداً، بل قال إنّ الله خلق في الكون قمراً، وهذا لا يدل على الحصر. 

الجواب بالتفصيل: 

أولاً: إنّ قوله تبارك وتعالى: (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سراجا)(1) 

يتحدث عن أنّ هنالك نعمة في الكون اسمها القمر وهو منير، وهذا لا يعني أنّه لم يخلق غيره أبداً، وكذلك الكلام عن الشمس، فالآية تتحدث عن أنّ الله خلق الشمس في هذه السماوات الطباق، وهذا لا يعني عدم وجود شمس أخرى في مكان آخر من الكون، ولست أدري من أين فهم المستشكل الحصر؟

فنحن في استعمالاتنا العرفية نستعمل هذا أيضاً، وعلى سبيل المثال، لو قال المعلم: جعلت طالباً ذكياً في هذه المدرسة، فهذا لا يعني بالضرورة أنّه لم يجعل غيره، وإثبات شيء لا ينفي ما عداه، فمن جعل عشرات الطلاب أذكياء -مثلا- يحق له أنْ يقول جعلت طالباً ذكياً، لأنّ من جعل العشرة يكون قد جعل الواحد في الضمن.

ثانياً: إنّ القرآن كتاب هداية وهو يتحدث مع أهل الأرض بما له دخل في هدايتهم، فأي فائدة لو أنّ القرآن أخبرهم عن المشتري، أوعن أقمار المشتري، أو بلوتو، أو أورانوس، أو زحل، أو الثقوب السوداء ... إلخ، أ فهل يصح لعاقل أنْ يقيم المعجزة للناس لأجل هدايتهم وهم لا يرون تلك المعجزة؟! إذن القرآن ذكر القمر لأنّه يُرى فيمكنهم التصديق به، لأنّه مرئي لهم، وأما أقمار المشتري وغيرها مِنَ التي تبعد عنا ملايين السنين الضوئية فما فائدة الإخبار عنها وهم لا يرونها ولا يتحسسون نعيمها.

خلاصة الجواب:

1- إنّ القرآن لمْ يقلْ أنّ القمر هو الموجود الوحيد في الكون، بل قال أنّ القمر موجود فيه، وهذا لا يعني نفي غيره من الأقمار كما هو واضح.

2- إنّ القرآن يتحدث مع أهل الأرض لأجل هدايتهم، وذلك بتذكيرهم بالنعم الموجودة عندهم، فأي فائدة ونعمة لنا محسوسة في أقمار المشتري وأورانوس وغيره حتى يذكرها لنا.

_____________________________

  (1) سورة نوح / ايه 15 , 16