الملحد: لا يحق لنا السؤال عمن خلق الكون لعدم كونه مخلوق. 

 نص الشبهة: كيف نقول: "كيف خُلِق الكون" ونحن لا نعلم إن كان قد خُلِق أم لا؟  لا يجوز أن أسأل شخصاً: كيف خُلِق الكون، وهو لا يعلم أساساً إن كان قد خُلِق أم لا.       إذن . . . أنا أرى أنه ليس من السوي الإستدلال بـ(الكتابة تدل على وجود كاتب) على (لابدّ للكون من خالق)، أصلاً مجرد طرح هكذا سؤال هو أمر خاطئ.

: اللجنة العلمية

 

      تقرير الشبهة: ما دمنا لا نعلم بأن الكون مخلوق أو من الممكن أن يخلق، فلا يحق لنا أن نسأل عن خلقه، كما أنه ليس من المعقول أن نستدل على خلق الكون بقانون دلالة الأثر على المؤثر.

      جواب الشبهة:

      عندنا سؤالان نطرحهما كيما تتضح الإجابة عن هذه الشبهة: -

      الأول: نحن نسأل الأخ السائل: هل الكون موجود أم معدوم؟  

      فإن قال: معدوم، فهنا مخالفتان:

      الأولى: مخالفة الوجدان، فكل إنسان يرى أن الكون موجود وأنه أحد الكائنات التي تعيش فيه. 

      الثانية: مخالفة الواقع الذي لازمه القول بالسفسطائية.

      وإن قال: إنه موجود، نسأل: هل هو موجود بنفسه أم بغيره؟ 

      فإن أجاب بالأول - موجود بنفسه - كان هذا على غير ما التزم به من عدم إمكان إثبات وجود الكون.

      وإن أجاب بالثاني - موجود بغيره – نسأل عن ذلك الغير وهو لا يخلو: - 

      إما أن يكون وجوده بنفسه أو وجوده بغيره، وعلى كلا الفرضين إما يلزم الدور أو التسلسل أو إثبات أن للكون خالقاً. 

      الثاني: نحن نسأل الأخ السائل: هل الكون أثر من الآثار أو لا؟

      فإن قال بالثاني - ليس هو أثر - فهذا مخالف للوجدان، فطلوع الشمس وغروبها، وبزوغ القمر وأفوله، ونزول المطر واشتداد الريح ونحوها كلها أثار يجدها كل من يعيش في هذا الكون.

      وإن قال بالأول – إنه أثر- جرى فيه حينئذٍ قانون الأثر يدل على المؤثر.