"الكعبةُ بيتُ الله قبلَ وضع الأصنام فيها"

ادم /: قمة السذاجة أن تجعلني أؤمن بأن الله أرسل غربان تحمل حجارة لقتل بشر أرادو هدم مبنى بالأفيال كان يعبد فيه الأوثان ليحافظ على المبنى ولم يفعل شيء للحفاظ على شريعته المقدسة المنزلة من عنده من التحريف.

: اللجنة العلمية

الأخُ آدم .. الجوابُ على ما سألتَ يتمحوَرُ في محورين:

المحور الأوّل : إنّ الكعبةَ هي بيتُ الله وقد بناها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بأمرٍ من الله تعالى كما في قوله تعالى في سورة البقرة (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)) وقوله تعالى في سورة الحج (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وعلى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27))وعلى مرّ الدّهور كان هذا البيتُ لعبادةِ الله يحجُّ النّاس إليهِ قربةً الى الله تعالى ولكنّ مشركي قريش حاولوا أن يُدنّسوا بيتَ الله بوضعهم الأصنامَ فيه بزعمهم أنّها تُقرّبهم إلى الله زُلفى وقد بيّن الله لهم عظمةَ هذا البيت بأن حماه ُمن كلّ الأخطار والشّرور التي أرادتْ أن تعصفَ به وبعثَ فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ونهاهم عن عبادة الأصنام التي يصنعونها بأيديهم وأمرَ رسوله محمداً (صلى الله عليه واله) بتطهيرِ بيته من الأصنام ودعوةِ قريش لعبادةِ ربِّ هذا البيت وحده لا شريك له فالكعبةُ بيتُ الله  قبلَ وضع الأصنام فيها . 

المحورُ الثاني : وهذا المحورُ هو لسؤالك أنّ الله لم يحافظ على شريعته المُنزلةِ من عنده من التحريف!

قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم في سورة الحجر (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)).

وكذلك قال في سورة فصلت (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)).

فلاحظ كيف أنّ الله تعالى يعلمُ أنّ المنكرينَ للقرآن سوف يُنادون بتحريفه بعد عن عجزوا عن ردّه ولكنّ الله تعالى سدّ عليهم جميع الأبواب وقد قال في محكم كتابه في سورة النساء (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)).

فلو كان القرآنُ مُحرّفاً لوجدتَ فيه إختلافاً وتناقضاً لأنّ الذي حرّفهُ البشر! ولكن ، حتى من يقولون بأنّ القرانَ محرّفٌ الى الآن لم يأتوا ولن يأتوا بأيةٍ واحدةٍ متناقضةٍ مع غيرها فهذا شاهٌد على أنّ قولَهم القرآن محرّفٌ كلام فارغٌ لا دليلَ عليه.