ملحد وسؤال سطحي.

علي الاوسي: ملحد أنزل منشور يقول فيه: أيهما أفضل الشجاع أم المكيّف؟ وهو يقصد أمير المؤمنين (صلوات ربي عليه) على اعتبار أن الإمام انتهى لكن المكيِّف موجود ونستفيد منه طبعاً، كان جوابي المكيف سلبياته أكثر من إيجابياته، وفائدته واحدة وهي التبريد، وبناء الشخصية المتكاملة أفضل من صنع المكيّف، والإمام كله إيجابيات وخير وحكمة يستفيد منها المسلم وغير المسلم ... فأريد الاستزادة منكم.

: اللجنة العلمية

الأخ علي المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

طبعا لا يسأل هذا السؤال إلا من ابتلي بغباءٍ شديد، لأنّ العقلاء جميعاً متفقون على أن الإنسان بطبيعته التكوينية  أفضل من جميع المكونات والمصنوعات، وإلا كان على السائل نفسه أن يجد نفسه حقيراً وصغيراً أمام أي جهاز ينتفع به البشر، هذا فضلاً على اتفاق العقلاء جميعاً على أن الإنسان العالم هو أفضل من غيره من البشر، فضلاً عن فضله على المصنوعات، لأن المصنوع ينتهي بانتهاء مدته المادية المقرّرة لمواده، أما العالم فهو باقٍ بعلمه ينتفع به الناس مرّ الدهور وكرّ العصور، وإلا هل يمكن أن يخبرنا هذا المتطفّل على زوال أهمية (نيوتن) و(ماري كوري)، و(فرانز بواس)، و(لويس باستور)، و(أديسون)، و(اينشتاين) وكل العلماء بموتهم وأن المكيّف (جهاز التبريد) الآن أفضل منهم ؟!

وهل ينتهي الإنسان بموت جسده؟! فلو كان الأمر كذلك لما وصلت البشرية في الحضارة والتقدم إلى ما وصلت إليه، فهذا التقدّم كلّه بسبب الاستفادة من علوم العلماء جميعاً، متقدّميهم ومتأخّريهم، في سلسلة متواصلة من البحث والتحقيق البشري الذي يكمل بعضه بعضاً، ولا ينكر فضل العلماء المتقدّمين على المتأخّرين إلا جاهلٌ أحمق.

وتسأل هنا: وما هو فضل أمير المؤمنين علي (عليه السلام) على البشريّة؟!

نقول لو غضضنا النظر عن كونه هو المعلّم الثاني بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في دنيا الإسلام في مختلف علومه، من تفسير القرآن الكريم، وبيان العقيدة وطريقة توثيق الحديث، ووضع أسس الفكر السليم، وأنه واضع علم النحو بشهادة الكثير من العلماء كالسيوطي وغيره، وأنه الأب العلمي للمذاهب كلها بشهادة ابن أبي الحديد المعتزلي عند شرحه لنهج البلاغة.

نقول يكفي الامام علي (عليه السلام) أن تقول عنه هيئة الأمم المتحدة عنه في القرن الواحد والعشرين وبعد مرور أربعة عشر قرناً على وفاته في تقرير برنامج التنمية الإنمائي وحقوق الإنسان عام(2002) أنه رائد العدالة الاجتماعية والإنسانية، وقد تضمّن تقريرها الذي كتبته في حوالي (160) صفحة مقتطفات من كلماته في نهج البلاغة التي عدّت من أروع ما طرحته البشرية في مجال حقوق الإنسان ونشر العدالة وتطوير المعرفة.

ودمتم سالمين.