الملحد فاقد للبصر والبصيرة.

ماجد/العراق/: أفيقوا من نومتكم .. مَن المجنون ؟ نحن أم أنتم ؟!! أما تلمسون بالحس ما نقدمه من أدلة وبراهين على عدم وجود إله وأنتم تجادلون وتتحايلون على الناس وتأتون بعقائدكم المجنونة المخالفة للعلم والمنطق ونقول لكم يا جماعة نحن بالعلم والمنطق والعقل نقرر أن ما لا ما نقدر على رصده بالحواس لا وجود له ولكن مع الأسف الشديد أنتم كما أنتم تستدلون بالماورائيات والغيبيات على وجود إله لهذا الكون .

: اللجنة العلمية

الأخ ماجد المحترم، تحية طيبة وبعد:

نحن لم نقل من عند أنفسنا أن النزوع إلى الإلحاد هو نتيجة اضطرابات نفسية (جنون)، وإنما اعتمدنا في ذلك على ما صنّفه بعض علماء النفس وعلى النتيجة التي توصلوا إليها وهي "اضطراب الشخصية الإلحادية" وعدّوا حالة النزوع هذه (الإلحاد) "متلازمة مرضية" متكاملة! حتى أنّ (جون كوستر) نشر كتاباً وضّح فيه "متلازمة الملحد(1)" وهذا يدلّك على ثبوت هذه الحقيقة.

وأما مسألة أن الملحدين يستندون إلى العقل والمنطق والعلم، فنبرهن لك على وهمك هذا بمثالٍ واقعيّ يثبت عكس ما قلت، وهو أن الإلحاد في حقيقة الأمر والواقع يُعْلِن عصيانه على العلم والمنطق والعقل والبديهيات، وأوضح مثالٍ على ذلك البروفيسور الملحد (لورنس كراوس) الذي هدم منطق العقل والبديهة عندما زعم أن {2+2=5}(2)، ولم يكتف بهذا وحسب، بل كتب تلك المعادلة المجنونة على ملابسه بوضوح معلناً إصراره على هذه النتيجة أمام الحاضرين. 

وأما مسألة "أن ما لا نقدر على رصده بالحواس لا وجود له" فنقول أن المقدمة والنتيجة في هذه المقولة باطلتان لمحدودية جميع حواس الإنسان ونسبيتها، ومن المؤكّد أنه لا يمكننا رصد جميع ما حولنا من أشياء إما لغيابها عن حواسنا أو لعدم مقدرتنا على رصدها.

وعلى سبيل المثال: إن المصاب بالعمى الولادي لا يمكنه رؤية كثيرٍ من الأشياء حوله في هذا الوجود، فهو لم ير شيئاً منذ وجد في هذا العالم، لم ير ضوء المصباح، ولا نور الشمس، ولا القمر، ولم ير السماء ...  فهل يقبل الملحدون نفيه لهذه الموجودات بحجة عدم رصده لها بحواسه؟! فهل عدم رصده للموجودات دليلٌ على عدمها؟!

أضف إلى ذلك أن هذه المقولة (ما لا نقدر على رصده بالحواس لا وجود له) تستلزم أمراً يتعذّر تحقّقه بل يستحيل، لأنه يتطلّب فحص ورصد الكون بأكمله.

__________________

(1)- كتاب "متلازمة الملحد" The Atheist Syndrome 

 تأليف:جون كوستر،John P. Koster، أصدره عام 1989 باللغة الإنكليزية.

(2)- مجلة براهين، الثاني، ماي 2014 ، ص: 53.