هل الرسول ليس له مطامع مادية وهو يفرض على المسلمين دفع صدقة لكي يستشيروه ؟

نصراني/: نزلت الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} سورة المجادلة، آية 12، لتحذر المسلمين من استشارة الرسول بدون دفع صدقة، وطُبقت على علي بن أبي طالب ودفع ديناراً ثم نسخت بعدها بساعة، وهنا نتساءل: هل الرسول ليس له مطامع مادية وهو يفرض على المسلمين دفع صدقة لكي يستشيروه ؟

: اللجنة العلمية

  تقرير الشبهة:

  السائل إما أن يريد بسؤاله: أن الرسول له مطامع مادية لأنه يفرض على المسلمين دفع صدقة لكي يستشيروه. 

   أو مراده: إن كان الرسول ليس له منافع مادية فكيف يفرض على المسلمين دفع صدقة لكي يستشيروه. 

  الجواب:

  إن الصدقة التي كانت تقدم بين يدي من يناجي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليس حكماً من النبي حتى تكون له منافع مادية، وإنما الله تعالى كتب على الذين يناجون رسول الله أن يقدموا بين يدي نجواهم صدقة، وهذا لا يعني أن هذه الصدقة تذهب إلى جيب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتكون ملكاً له، ألا يعلم السائل أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) لا تجوز له الصدقة، وإنما الصدقات بصريح القرآن الكريم هي لأصناف من الناس، كما في قوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللهِ  وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} التوبة (60)

  فالنبي صلى الله عليه وآله أمين وحي الله يبين للناس ما نزل إليهم، فأي مطامع وهو يتلوا على المسلمين قوله تعالى: (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ ). 

   وقوله تعالى: (قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ۖ إِنْ أَجْرِىَ إِلَّا عَلَى ٱللهِ  وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٌ) سبأ (47).

   فأي مطامع بعد هذا.