ما هي العلاقة بين روح القدس والروح الأمين في الاسلام والمسيحية؟

مريم/: هل هناك علاقة بين روح القدس و “الروح” أو “روح الله” أو “الروح الأمين” ؟ من هو “روح القدس” في الاسلام و المسيحية ؟

: اللجنة العلمية

الاخت مريم، تحية طيبة

ذُكر في تفسير الرّوح أنّه شيءٌ صادر أو منبثقٌ من الذّات الإلهيّة سواء أكان أمراً روحيّاً محضاً أم شيئاً ملكوتيّاً مجرّداً، فهو على كلا المعنيين يُعتبر من مخلوقات الله جلّ شأنه لكنّ ماهيّته وحقيقته مجهولةٌ لدى عامّة النّاس.

ولفظ (الرّوح) وردَ في القرآن الكريم في ثلاثة وعشرين موضعاً وجاءت على معاني متعددة:

1- الرُّوح بمعنى (حقيقة الروح)، ومنه قوله تعالى: {ويسألونك عن الرّوح قل الرّوح من أمر ربي} (الإسراء:85)

2- الرُّوح بمعنى (القرآن والوحي)، ومنه قوله تعالى: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا} (الشورى:52)

3- الرُّوح بمعنى (جبريل)، ومنه قوله تعالى: { وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (195) } (الشعراء ).

4- الرُّوح بمعنى (النصر)، ومنه قوله تعالى: {وأيّدهم بروح منه} (المجادلة:22)،

5- الرَّوح بمعنى (الرحمة)، ومنه قوله تعالى: {ولا تيأسوا من رَوح الله إنه لا ييأس من رَوح الله إلا القوم الكافرون} (يوسف:87).

6- الرَّوح بمعنى (الراحة من الدنيا)، ومنه قوله تعالى: {فروحٌ وريحانٌ وجنّة نعيم} (الواقعة:89).

7- الرُّوح بمعنى (الحياة التي يكون بها قِوام الكائنات)، ومنه قوله تعالى: {فإذا سوّيته ونفختُ فيه من روحي} (الحجر:29).

وهنالك آيات ورد فيها ذكر الرّوح مضافاً إلى القدس، منها:

 (وآتينا عيسى بن مريم البيّنات وايّدناه بروح القُدس) (البقرة/87) .

 (وأيّدناه بروح القُدس) ( البقرة/253 ) .

 (وإذ ايّدتك بروح القُدس) ( المائدة/110) .

 (قل نزّله روح القدس من ربّك بالحقّ ليثبّتَ الذين آمنوا) (النحل/ 102)

فقد ذكر المفسّرون: إنّ «روحَ القُدس» هو القوّة الغيبيّة التي أيّدت عيسى (عليه السلام)، وبهذه القوّة الخفيّة الإلهيّة كان عيسى يُحيي الموتى وهذه الرّوح ليست من صنف الملائكة بل هي قوّة قدسيّة إلهيّة ينـزّلها الله عزّ وجلّ على من يشاء من عباده ، و أنّ " روح القدس " جوهرٌ ملكوتي يعينُ الإنسان اثناء آدائه للأعمال المعنويّة الإلهيّة، وبطبيعة الحال فإنّها متفاوتة بتفاوت مراتب الاشخاص، فهي لدى الأنبياء والأئمّة المعصومين (عليهم السلام) فعّالة وتعمل بشكل استثنائي وأكثر وضوحاً، ولدى الآخرين تكون وفقاً لقابليّاتهم وإنْ كنّا نفتقد للعلم بماهيّتها وتفاصيلها.

ووَردَ في رواياتنا كما في تفسير فرات وبحار الأنوار الجزء25: والرّوحُ روحُ القدس وهو فاطمة.

أمّا معنى روح القدس في المسيحية، فقد ورد في قاموس الكتاب المقدس من دائرة المعارف الكتابية المسيحية : «إنّ روحَ القدس هو الأقنوم الثالث من الأقانيم الثلاثة الإِلهية. ويُقال له (الرّوح)، لأنّه مبدعُ الحياة، ويُسمّى قدّوساً لأنّ من أعماله تقديسُ قلوب المؤمنين، ولما لهُ من علاقة بالله والمسيح يسمّى أيضاً (روح الله) و(روح المسيح)».

وورد أيضاً في هذه القاموس تفسيرٌ آخر هو: «أمّا روحُ القدس الذي يؤنسنا فهو الذي يحثّنا دوماً إلى قبولِ وفهم الإِستقامة والإِيمان والطّاعة، ويُحيي الأشخاص الذين ماتوا في الذنوب والخطايا، ويطهّرهم وينزهّهم ويجعلهم لائقين لتمجيد حضرة واجب الوجود».

وقد ورد في القاموس كذلك قولاً عن إشعياء النّبي أنّه (روح القدس ) "روح الحكمة والمعرفة، وروح المشورة والقوّة، روح المعرفة ومخافة الرّب".

وكذلك ورد (ولما كتب الآباء والأنبياء والرّسل أسفار الكتاب المقدس كانوا مسوقين من الرّوح القدس الذي أرشدهم فيما كتبوا وعضدهم وحفظهم من الخطأ وفتحَ بصائرهم في بعض الحالات ليكتبوا عن أمور مستقبله).

فمن كلّ ما ذكرنا يتّضحُ لك الفرقُ واضحاً وجلياً.

ودمتم سالمين.