أَفْضَلُ الطُّرُقِ لِلإسْتِفَادَةِ مِنْ العُطْلَةِ النِّصْفِيَّةِ.

م. هُ /: أَنَا مُدَرِّسٌ لِلمَرْحَلَةِ الثَّانَوِيَّةِ, وَمَعَ اقْتِرَابِ العُطْلَةِ النِّصْفِيَّةِ فِي المَدَارِسِ يَتَوَجَّهُ إِلَيْنَا الطُّلَّابُ بِالسُّؤَالِ عَنْ كَيْفِيَّةِ اسْتِغْلَالِ هَذِهِ العُطْلَةِ, حَبَّذَا لَوْ تُقَدِّمُوا لَنَا نَصَائِحَكُمْ لِلطُّلَّابِ فِي طُرُقِ الإسْتِفَادَةِ مِنْ هَذِهِ العُطْلَةِ, سَوَاءٌ فِي الجَانِبِ العِلْمِيِّ أَمْ الرُّوحِيِّ, حَيْثُ كَثِيرٌ مِنْهُمْ يُعَانِي مِنْ عَدَمِ امْتِلَاكِهِمْ لِمَهَارَةِ تَنْظِيمِ الوَقْتِ مِمَّا يُؤَدِّي لِضَيَاعِ وَقْتِهِمْ سُدًى دُونَ اسْتِفَادَةٍ؟ 

: اللجنة العلمية

   الجواب:

   الأَخُ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

     يَتَوَجَّهُ أَبْنَاؤُنَا وَبَنَاتُنَا هَذِهِ الأَيَّامُ لِقَضَاءِ العُطْلَةِ النِّصْفِيَّةِ, وَهِيَ فُرْصَةٌ جَيِّدَةٌ لِلرَّاحَةِ وَالإسْتِجْمَامِ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ مِنْ الدَّرْسِ وَالمُذَاكَرَةِ وَالجُهْدِ الذِّهْنِيِّ, فَمَا هِيَ أَنْجَعُ الوَسَائِلِ لِلإسْتِفَادَةِ مِنْ هَذِهِ العُطْلَةِ؟

     يُمْكِنُ الإسْتِفَادَةُ مِنْ العُطْلَةِ وَتَرْتِيبِ بَرْنَامَجِهَا بلِحَاظَيْنِ:

     الأَوَّلُ: بلِحَاظِ الآبَاءِ حَيْثُ يُمْكِنُهُمْ إِعْدَادُ سَفْرَةٍ أَوْ سَفْرَاتٍ مُؤَجَّلَةِ مِنْ أَيَّامِ الدِّرَاسَةِ إِلَى مَرَاقِدِ الأَئِمَّةِ الأَطْهَارِ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ) وَالتَّزَوُّدِ مِنْ هَذَا المَعِينِ الرُّوحِيِّ الثَّرِي, وَكَذَلِكَ بَعْضُ المَنَاطِقِ السِّيَاحِيَّةِ الجَمِيلَةِ لِلتَّرْفِيهِ وَتَغْيِيرِ الأَجْوَاءِ, فَهَذَا الأَمْرُ مُهِمٌّ جِدًّا لِتَجْدِيدِ الطَّاقَاتِ وَبِدَايَةِ مَرْحَلَةِ نَشَاطٍ جَدِيدٍ بَعْدَ العُطْلَةِ.

     الثَّانِي: بلِحَاظِ الطَّلَبَةِ أَنْفُسِهِمْ, وَخَاصَّةً أَصْحَابُ الهِوَايَاتِ فِي الرَّسْمِ, وَالرِّيَاضَةِ, وَالتَّطْرِيزِ لِلبَنَاتِ, وَصِنَاعَةِ بَعْضِ الأَجْهِزَةِ, وَهُوَاةِ قِرَاءَةِ الكُتُبِ الأَدَبِيَّةِ وَنَحْوِهَا, فهَؤُلَاءِ يُمْكِنُهُمْ الإسْتِفَادَةُ مِنْ العُطْلَةِ فِي مُمَارَسَةِ هِوَايَاتِهِمْ وَالتَّفَرُّغِ لَهَا حَتَّى لَا يَتَزَاحَمَ مُمَارَسَةُ هِوَايَاتِهِمْ مَعَ أَيَّامِ الدِّرَاسَةِ.

     وَيَبْقَى البَرْنَامَجُ الرُّوحِيُّ الَّذِي لَا يَنْضَبُّ, وَالَّذِي عَلَى الجَمِيعِ التَّوَاصُلُ مَعَهُ وَفِي كُلِّ أَيَّامِ السَّنَةِ, مِنْ قِرَاءَةِ صَفْحَتَيْنِ يَوْمِيًّا مِنْ القُرْآنِ الكَرِيمِ, وَزِيَارَةِ عَاشُورَاءَ مِنْ أَيِّ مَكَانٍ شِئْتَ, وَتَرْتِيبِ الوَقْتِ لِمُطَالَعَةِ هَذِهِ الكُتُبِ: 

  1 - أَنْ يَقْرَأَ دَوْرَةً تَفْسِيرِيَّةً لِلقُرْآنِ الكَرِيمِ, حَتَّى وَلَوْ دَوْرَةً وَاحِدَةً فِي العُمُرِ كُلِّهِ.

 2 - مَعْرِفَةُ سِيرَةِ النَّبِيِّ (ص) وَالأَئِمَّةِ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ).

 3 - قِرَاءَةُ الرِّسَالَةِ العَمَلِيَّةِ لِمَرْجِعِ التَّقْلِيدِ.

 4 - مُطَالَعَةُ كِتَابِ (جَامِعِ السَّعَادَاتِ), فَفِيهِ مِنْ التَّنْمِيَةِ الرُّوحِيَّةِ الشَّيْءُ الكَثِيرُ.

  وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.