لماذا تردى التعليم في العراق؟

جابر/العراق/: التعليم في العراق متردٍ وفي حالة تراجع ملحوظ، وهذا مما لا شك فيه يعود على مجتمعنا بعواقب وخيمة لا تحمد عقباها، فلماذا تردت مسألة التعليم في العراق؟! ليس الجواب الصحيح هو بسبب الفساد الذي استشرى في البلاد، بل نريد منكم جواباً وحلاً يضع النقاط على الحروف، وشكراً لكم ولسعة صدركم.

: اللجنة العلمية

     الأخ جابر المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

     في الواقع هذا سؤالٌ مهمٌّ جداً، وينبغي عقد الندوات وكتابة البحوث وتشخيص الأسباب والمسبِّبات لأجله، لا الإجابة عليه بشكل مُقْتَضب ومختصر هنا، ومع ذلك سنحاول الإشارة إلى أسباب تردِّي التعليم في العراق بما يسمح به المجال هنا.

     يمكن القول بأن تردّي التعليم في العراق يعود إلى الأسباب التالية:

      1- إهمال الجهات العليا في الحكومات السابقة والحالية لدور التعليم في العراق؛ إذ لم يعطوا للمعلمين والتدريسيين حقوقهم المادية والمعنوية الكافية التي تؤهلهم للاكتفاء المادي وبالشكل الذي يجعلهم يستغنون عن الدروس الخصوصية التي فتحت باباً لإهمال المعلم والمدرّس لوظيفته التدريسية في المدرسة.

      2- إهمال الاهتمام بالجانب التربوي في التدريس، والتركيز على الجانب المعلوماتي فقط، الأمر الذي أفقد التعليم الكثير من القيم النبيلة التي كانت تُشكِّل حصناً منيعاً في تحمل المسؤولية من الطرفين، المدرِّس والطالب.

      3- عدم مواكبة المناهج المتطورة للتدريس في العالم، ولو جئنا بالمناهج المتطورة افتقرنا للدورات التخصُّصية المؤهِّلة لذلك، وافتقرنا للبنى التحتية التي تُحقِّق هذه المواكبة، الأمر الذي يجعل التدريس متخلّفاً في واقعه وتقليدياً رتيباً دائماً.

      4- كتابة المناهج بطريقةٍ صعبةٍ جداً (وهذا ما شهدناه في السنوات الأخيرة بالذات)، ولا ندري هل هذه الطريقة من الكتابة مقصودة أو لا! لأنها خلاف كتابة المناهج الدراسية في العالم كله؛ لأن كلَّ دول العالم تحاول تيسير المطالب الدراسية لأبنائها، إلا في العراق فالمُشرفون على تأليف المناهج يصرّون على كتابتها بلغةٍ صعبةٍ جداً يَعْسُر حتى على المدرِّس فهمها، وهذا أمرٌ ملفتٌ للنظر جداً تمَّ ملاحظته في السنوات الأخيرة، ولا نعرف ما هي الغايات والأسباب من ورائه؟!

      5- عدم طباعة كتاب (مُرْشدِ المدرِّس) الذي كان يُطبَع سابقاً مع كل مادة تدريسية، وكان يَخْدُم المدرِّس كثيراً في طريقة طرحه وتدريسه للمادة.

     هذه جملة أسبابٍ ذكرناها على عجالةٍ هنا، ويبقى للموضوع أهميته وخصوصيته الاستثنائية في التعرُّف على أسبابه ومسبِّباته، ووضع الحلول اللازمة والعاجلة له. 

     ودمتم سالمين.