هَلِ القُرْآنُ المَوجُودُ عِندَ الشِّيعَةِ يَختَلِفُ عَنِ القُرآنِ المَوجُودِ عِندَ أهلِ السُّنَّةِ؟!

أُمُّنَا عَائِشَة/: القُرآنُ الَّذِي عِندَ الشِّيعَةِ يَختَلِفُ عَنِ القُرآنِ عِندَ أهلِ السُّنَّةِ هَذَا مَا قَالَهُ عَلَّامَةُ الشِّيعَةِ عَبدُ الحَمِيدِ المُهَاجِر إِذْ يَقُولُ: القُرآنُ الأصلِيُّ هُوَ عِندَ عَليٍّ بنِ أبِي طَالبٍ!!!

: اللجنة العلمية

الأُختُ/الأخُ المُحتَرَمُ، السَّلَامُ عَليكُمْ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ 

مِنَ المَعرُوفِ مَنهَجِيَّاً، وَهُوَ مِمَّا تَسَالَمَ عَليهِ كُلُّ العُلَمَاءِ عَبرَ التَّأرِيخِ، وَتَسَالَمَ عَليهِ الأكَادِيمِيُّونَ فِي مُختَلَفِ جَامِعَاتِ العَالَمِ، أنَّ الأديَانَ وَالمَذَاهِبَ تُؤخَذُ مِنَ المَرَاجِعِ العُليا لِتِلكَ الأديَانِ وَالمَذَاهِبِ وَلَيسَ مِنْ كُلِّ أَحَدٍ فِيهَا، فَلا يَحقُّ لَنَا مَثَلاً مُؤَاخَذَةُ المَذهَبِ السَّلفِيِّ أو مَذهَبِ الأشَاعِرَةِ أو أيِّ مَذهَبٍ آخَرَ بِكَلامٍ يَقُولُهُ شَخصٌ مِنهُمْ لَمْ تَثبُتْ عِلمِيَّتُهُ عِندَهُمْ أو يُشَكِّلْ مَرجِعِيَّةً مُعتَدَّاً بِهَا مِن مَرَاجِعِهِمْ، فَمِثلُ هَذا الشَّخصِ لَا قِيمَةَ لِكَلامِهِ إذَا خَرَجَ عَنْ مَشهُورِ مَذهَبِهِ أو تَكَلَّمَ بِكَلامٍ لَا يُوافِقُهُ عَليهِ أهلُ المَذهَبِ، فالمَدَارُ هُوَ عَلى كَلامِ مَراجِعِ كُلِّ طَائِفَةٍ وَعَلى المَشهُورِ وَالمُجمَعِ عَليهِ عِندَهَا حَصرَاً. 

وَإذَا رَجَعنَا إلى مَوضُوعِ القُرآنِ الكَريمِ وَجَدنَا مَشهُورَ الطَّائِفَةِ مِن لَدُنِ الشَّيخِ الصَّدُوقِ (رِضوَانُ اللهِ عَليهِ) إلَى مَرَاجِعِهِمُ المُتَأخِّرِينَ كالسَّيِّدِ الخُوئيِّ (قُدِّسَ سِرُّهُ الشَّرِيفُ) وَالشَّيخُ التَّبرِيزيُّ (قُدِّسَ سِرُّهُ الشَّريفُ) يَقُولونَ بِأنَّ هَذَا القُرآنَ المَوجُودَ الآنَ بَينَ يَدَيّ المُسلِمِينَ، فِي مُختَلَفِ بُلدَانِهِمْ وَأقطَارِهِم وَمَذَاهِبِهِم، هُوَ نَفسُهُ القُرآنُ الَّذي نَزَلَ عَلى النَّبيِّ (صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) مِن غَيرِ زِيَادَةٍ أو نَقِيصَةٍ. 

رَاجِعْ: الاِعتِقَادَاتُ، للشَّيخِ الصَّدُوقِ، ص33، البَيَانُ فِي تَفسِيرِ القُرآنِ، للسَّيِّدِ الخُوئِيِّ ،ص 201، الأنوَارُ الإلَهيَّةُ فِي المَسَائِلِ العَقَائِدِيَّةِ ، للشَّيخِ التَّبرِيزِيِّ ، ص 224.

 وَدُمتُمْ سَالِمِينَ.