البديهي: البديهي هو الذي لا يتوقف حصوله على نظر وكسب، سواء احتاج إلى شيء آخر من حدس أو تجربة، أو غير ذلك، أو لم يحتج، فيرادف الضروري، وقد يراد به ما لا يحتاج بعد توجه العقل إلى شيء أصلاً، فيكون أخص من الضروري، كتصور الحرارة والبرودة، وكالتصديق بأن النفي والإثبات لا يجتمعان ولا يرتفعان(1). فالبديهي: (هو العلم الذي لا يتوقف حصوله على نظر وكسب كتصور الحرارة والتصديق بأن النار حارة، ثم التصديق البديهي ان كان تصور طرفيه كافياً في الجزم به فبديهي أولي كالتصديق بأن الكل أعظم من الجزء، أو لا يكون كافياً بل يكون محتاجاً إلى شيء آخر غير النظر والكسب من الحدس والتجربة والإحساس وغير ذلك فبديهي غير أولي، والبديهيات أصول النظريات لأنها تنتهي إليها وإلا يلزم الدور أو التسلسل.
البديهي:
البديهي هو الذي لا يتوقف حصوله على نظر وكسب، سواء احتاج إلى شيء آخر من حدس أو تجربة، أو غير ذلك، أو لم يحتج، فيرادف الضروري، وقد يراد به ما لا يحتاج بعد توجه العقل إلى شيء أصلاً، فيكون أخص من الضروري، كتصور الحرارة والبرودة، وكالتصديق بأن النفي والإثبات لا يجتمعان ولا يرتفعان(1).
فالبديهي: (هو العلم الذي لا يتوقف حصوله على نظر وكسب كتصور الحرارة والتصديق بأن النار حارة، ثم التصديق البديهي ان كان تصور طرفيه كافياً في الجزم به فبديهي أولي كالتصديق بأن الكل أعظم من الجزء، أو لا يكون كافياً بل يكون محتاجاً إلى شيء آخر غير النظر والكسب من الحدس والتجربة والإحساس وغير ذلك فبديهي غير أولي، والبديهيات أصول النظريات لأنها تنتهي إليها وإلا يلزم الدور أو التسلسل.
والبديهيات ستة أقسام بالاستقراء، ووجه الضبط ان القضايا البديهية أما ان يكون تصور طرفيها مع النسبة كافياً في الحكم والجزم أو لا يكون، فالأول هو الأوليات كقولنا الكل أعظم من الجزء، والثاني لا بدّ ان يكون الحكم فيه بواسطة لا تغيب عن الذهن عند تصور الأطراف أو لا تكون كذلك، والأول هو الفطريات وتسمى قضايا قياساتها معها كقولنا الأربعة زوج، فإن من تصور الأربعة والزوج تصور الانقسام بمتساويين فيحصل في ذهنه ان الأربعة منقسمة بمتساويين وكل منقسم بمتساويين فهو زوج فالأربعة زوج، وعلى الثاني أما ان تكون تلك الواسطة حساً فقط فهي المشاهدات، فإن كان ذلك الحس من الحواس الظاهر فهي الحسيات مثل الشمس مضيئة والنار حارة أو من الحواس الباطنة فهي الوجدانيات كقولك ان لنا خوفاً وجوعاً، أو مركباً من الحس والعقل، فالحس أما ان يكون حس السمع أو غيره، فإن كان حس السمع فهي المتواترات وهي قضايا يحكم العقل بها بواسطة السماع من جمع كثير يستحيل العقل توافقهم على الكذب مثل مكة موجودة، وان لم تكن تلك الواسطة مركبة من الحس والعقل بل يكون العقل حاكماً بواسطة الحدس أو بواسطة كثرة التجربة فالأول هي الحدسيات كقولنا نور القمر مستفاد من الشمس لاختلاف تشكلاته النورية بحسب اختلاف أوضاعه من الشمس قرباً وبعداً والثاني التجربيات مثل قولنا شرب السقمونيا مسهل للصفراء)(2).
_______________
(1) كتاب التعريفات، علي بن محمد الجرجاني، ص35.
(2) جامع العلوم في اصطلاحات الفنون، القاضي عبد النبي بن عبد الرسول الأحمد نكري، ج1، ص 234ـ235