مراعاة الزمان والمكان في تربية الأبناء

السؤال: يقول الإمام علي (عليه السلام) : (لا تعلّموا أولادكم أخلاقكم فإنهم خُلقوا لغير زمانكم). كيف يكون فهم هذا القول على الوجه الصحيح وكيف العمل به؟

: السيد أبو اَلحسن علي الموسوي

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

قبل الجواب عن سؤالكم، يستحسن أنْ ننبّه على أنّ هذا الكلام قد اختلف في نسبته عند المصنّفين، فبعضهم كابن أبي الحديد المعتزلي ينسبه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) بعنوان: «الحكم المنسوبة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب» بلفظ: لا تقسروا أولادكم على آدابكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم. [شرح نهج البلاغة ج20 ص255].

وبعضهم الآخر ينسبه إلى الحكيم سقراط بلفظ: لا تكرهوا أولادكم على آثاركم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم. [ينظر: الشهرستانيّ في كتابه: " الملل والنحل ج2ص144" في فصل رأي الحكماء].

وثالثٌ ينسبه إلى الحكيم أفلاطون بلفظ: لا تجبروا أولادكم على آدابكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم. [ينظر: كتاب: "لباب الآداب ج1ص23" لأسامة بن منقذ (المتوفى: ٥٨٤هـ).].

ومهما يكنْ من شيءٍ، فالمراد من هذه الحكمة مراعاة الآداب من حيث اعتبار عادات الناس وأعرافهم المتغيّرة بحسب تغيّر الزمان واختلافه، فلا يحمل الرجل أولاده على عادة أو عرف اختلف زمانه، فيؤدّي ذلك إلى إنكاره أو عصيانه.

والحمد لله أولاً وآخراً.