شخصيّة حميد بن مسلم

السؤال : من هو حميد بن مسلم المذكور كثيرا في المصرع الحسينيّ.. هل هو ثقة وهل له أيّ دور في التاريخ غير رواية بعض ما جرى مع الحسين عليه السلام ؟.

: الشيخ مروان خليفات

الجواب:

اعلم أخي السائل الكريم أنّ حميد بن مسلم الأزديّ كان من أصدقاء عمر بن سعد، إذْ قال ابن قتيبة (ت276هـ) : (وروي عن حميد بن مسلم قال : كان عمر بن سعد لي صديقا ، فأتيته عند منصرفه من قتال الحسين ، فسألته عن حاله ، فقال : ( لا تسأل عن حالي، فإنّه ما رجع غائب إلى منزله بشرٍّ ممّا رجعت به ، قطعت القرابة القريبة ، وارتكبت الأمر العظيم). [الأخبار الطوال، ابن قتيبة الدينوريّ، ص ٢٦٠].

ويبدو أنّه كان محسوبا على جماعة ابن زياد . قال ابن مسكويه ( ت 421هـ) : (كلام دار بين عليّ بن الحسين وابن زياد فحدّث حميد بن مسلم ، قال : كنت واقفا عند ابن زياد حين عرض عليه عليّ بن الحسين عليهما السلام ، فقال : ما اسمك ؟ قال : عليّ بن الحسين...). [تجارب الأمم، ج ٢، أحمد بن محمّد مسكويه الرازيّ، ص ٨١].

فما الذي يدعوه للوقوف إلى جنب ابن زياد إن لم يكن من جماعته ؟!.

وقد كان حميد ضمن المطلوبين للمختار قال البلاذريّ ( ت 279هـ) : ( وبعث المختار السائب بن مالك الأشعريّ في خيل فأخذ عبد الله وعبد الرحمن ابني وهب الهمدانيّ وهما ابنا عمّ أعشى همدان، فأمر بهما المختار فقتلا في السوق ، وطلب حميد بن مسلم فنجا) [أنساب الأشراف، ج ٦، أحمد بن يحيى بن جابر ( البلاذريّ )، ص ١٥٦].

وطلبه إيّاه قد يعني مشاركته في القتال، وربّما أراد القصاص منه لسبب آخر نجهله.

وفي التاريخ أكثر من شخص حمل هذا الاسم. قال السيّد عبد الحسين شرف الدين : (يحتمل أن يكون أكثر من شخص بهذا الاسم ، فأحدهما كان في وقعة الطف ونقل بعض الوقائع وأرسل عمر بن سعد رأس الحسين معه ومع جماعة إلى عبيد الله بن زياد ، ممّا يدلّ على أنّه كان من أعوان عمر بن سعد ، والثاني إمامي من أصحاب الإمام السجاد ومن جند سليمان بن صرد). [المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة، السيّد شرف الدين، ص ١٦٤].

ليس لحميد بن مسلم ذكرُ إلّا روايته لبعض أحداث كربلاء، أمّا وثاقته فلم ينصّ على وثاقته أحدٌ من الفريقين، فهو مجهول الحال، وأحداث كربلاء لا تنحصر روايتها بما ذكره حميد، وإنّما هناك مصادر أخرى متعدّدة، مذكورة في محلّها، وهو في كلّ الاحوال يروي أحداثا تاريخيّة لا يشترط أهل الاختصاص أن تكون صحيحة السند.