العِلّةُ الّتي جَعلَتِ الإمامَةَ في نَسلِ الحُسينِ دونَ الحَسَنِ (ع) ؟!

عامِر/: الحَسَنُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ هوَ إبنُ عَليٍّ أُمُّهُ فاطِمَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهُما مِنْ أهلِ الكِساءِ إمامٌ مَعصومٌ كالحسين لماذا إنقطَعَتِ الإمامَةُ عن أولادِهِ وإستمرَّتْ في أولادِ الحُسين؟

: اللجنة العلمية

الأخُ عَامِرٌ الْمُحْتَرَمُ، السّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

اِخْتِيَارُ الْأَنْبِيَاءِ وَالْأئِمَّة ِ(عَلَيْهِمُ السَّلامُ) هُوَ مَنْ قِبَلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَا يَتَدَخَّلُ فِي هَذَا الْاِخْتِيَارِ بَشَرٌ قَطُّ، فَهُوَ سُبْحَانَهُ أعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ الرِّسَالَةَ وَالْإمَامَةَ فِي شَخْصٍ دُونَ غَيْرِهِ، وَقَدْ وَرَدَتْ فِي ذَلِكَ مِنْ مَصَادِرِنَا جُمْلَةٌ مِنَ الرِّوَايَاتِ تُشِيرُ إِلَى هَذَا الْأَمْرِ الَّذِي تَسْأَلُونَ عَنْهُ.

فَقَدْ رَوَى الشَّيْخُ الصَّدُوقُ (قُدِّسَ سِرُّهُ الشَّرِيف) فِي كِتَابِهِ " مَعاني الْأَخْبَار " بِسَنَدِهِ عَنْ أَبِي بَصيرٍ، قَالَ: سَأَلَتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلامُ) عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ: * ( وجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِه ) * ، قالَ : « هيَ الإمامَةُ ، جَعَلها اللهُ عَزَّ وجَلَّ في عَقِبِ الحُسينِ ( عَلَيهِ السَّلامُ ) ، باقِيَةً إلى يَومِ القيامَةِ » .إنتهى [ مَعاني الأخبار 1: 131 ] 

وَجَاءَ فِي " كَمَالِ الدِّينِ " لِلشَّيْخِ الصَّدُوقِ نَفْسِهِ: عَنْ هِشَامٍ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِلصَّادِقِ جَعْفَرٍ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ الحَسَنُ أَفَضْلُ أَمِ الْحُسَين ؟ فَقَالَ: الحَسَنُ أفْضَلُ مِنَ الحُسَينِ، قُلْتُ: فَكَيْفَ صَارَتِ الْإمَامَةُ مِنْ بَعْدِ الحُسَينِ فِي عَقِبِهِ دُونَ وُلدِ الحَسَن ؟ فَقَالَ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَحَبَّ أَنْ يَجْعَلَ سُنَّةَ مُوسى وَهَارُونَ جَارِيَةً فِي الحَسَنِ وَالحُسَينِ، أَلَا تَرَى أَنَّهُمَا كَانَا شَرِيكَيْنِ فِي النُّبُوَّةِ، كَمَا كَانَ الحَسَنُ وَالحُسَينُ شَرِيكَينَ فِي الْإمَامَةِ ؟ وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ النُّبُوَّةُ فِي وُلْدِ هَارُونَ وَلَمْ يَجعَلها فِي وُلْدِ مُوسى وَإِنْ كَانَ مُوسى أَفَضَلَ مِنْ هَارُون.

اِنْتَهَى[ كَمَالُ الدِّينِ وَتَمَامُ النِّعمَةِ: 416]

وَدُمْتُم سَالِمِين.