هل يمكن للمعصوم ان يصحح فعل المعصوم الاخر ويختلف معه في تشخيص المصلحة كما في حادثة الباب عندما همت الزهراء بالدعاء على المجرمين لكن الامام علي امرها بالرجوع عن ذلك

نرى بحسب الواقع اختلاف في الافعال الصادره من المعصومين، فالمعصوم يصحح فعل المعصوم الاخر ويختلف معه في تشخيص المصلحة كما في حادثة الاعتداء على بيت الوحي فالصديقة الزهراء عليها السلام همت بالدعاء على المجرمين ونزول العذاب وكادت تخسف المدينة لكن امير المؤمنين عليه السلام هو الذي امر الزهراء بالرجوع على لسان سلمان الفارسي وترك الدعاء على القوم وذكرها بالعهد وامرها بالصبر كما ورد في كتاب الاحتجاج للطبرسي ج١ - ص ١١٤ ذكر طرف مما جرى بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله من اللجاج وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال لما استخرج أمير المؤمنين عليه السلام من منزله خرجت فاطمة صلوات الله عليها خلفه فما بقيت امرأة هاشمية إلا خرجت معها حتى انتهت قريبا من القبر فقالت لهم خلوا عن ابن عمي فوالذي بعث محمدا أبي صلى الله عليه وآله بالحق إن لم تخلوا عنه لأنشرن شعري ولأضعن قميص رسول الله صلى الله عليه وآله على رأسي ولأصرخن إلى الله تبارك وتعالى فما صالح بأكرم على الله من أبي ولا الناقة بأكرم مني ولا الفصيل بأكرم على الله من ولدي قال سلمان رضي الله عنه كنت قريبا منها فرأيت والله أساس حيطان مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله تقلعت من أسفلها حتى لو أراد رجل أن ينفذ من تحتها لنفذ فدنوت منها فقلت يا سيدتي ومولاتي إن الله تبارك وتعالى بعث أباك رحمة فلا تكوني نقمة فرجعت ورجعت الحيطان حتى سطعت الغبرة من أسفلها فدخلت في خياشيمنا وفي تفسير العياشي - ج ٢ سورة الاعراف ص ٦٧ انسلمان قال لها يا بنت محمد ان الله إنما بعث أباك رحمة فارجعي فقالت يا سلمان يريدون قتل علي ما على علي صبر فدعني حتى آتي قبر أبي فانشر شعري وأشق جيبي وأصيح إلى ربي فقال سلمان اني أخاف أن تخسف بالمدينة وعلي بعثني إليك ويأمرك أن ترجعي إلى بيتك وتنصرفي فقالت إذا أرجع وأصبر وأسمع له وأطيع كيف نفهم الاحداث وفق اعتقادنا بالامامة الالهية والعصمة وفق قوالب الثقلين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

: سيد حسن العلوي

السلام عليكم ورحمة الله

هناكَ قراءاتٌ معرفيةٌ عديدة لهذه الحادثة ولكن لوأردنا تسليط الضوء عليها من زاويةٍ أخرى فنقول : 

هذا التصعيدُ من الزهراء (ع) وتهديدها للقوم بأنها ستدعو عليهم لنزول العذاب ، صار سبباً ليتنازلوا عن تماديهم في غيّهم وطغيانهم ، ويصرفوا النظر عن قتل أمير المؤمنين (ع) . 

تأملوا : القوم هددوا أمير المؤمنين (ع) بالقتل ، والزهراء (ع) هددتهم بإنزال العذاب .

وموقفها عينُ الحكمةِ والصوابِ والعصمة ، فلا إسلام بلا بقاء أمير المؤمنين (ع) حياً .

والقوم كانوا جادين ومصمّمين على قتل أمير المؤمنين (ع) ، والزهراء (ع) لما رأت أنّ الأمور تسير تجاه قتل أمير المؤمنين (ع) ، هددتهم بإنزال العذاب .

حتى يحولَ العذاب بينهم وبين ما عزموا عليه ، كلّ ذلك دفاعاً عن الإسلام وعن إمام زمانها .

ولكن بعد أن هدّدتهم تراجعوا عندما رأوا بوادر ومقدمات نزول العذاب ، وهنا أرسل أمير المؤمنين (ع) سلمان الفارسي ليخبر ابنة المصطفى ولبوة النبوة أنّ تهديدك وعزمكِ وإرادتك قد حقق الغرض ، وتراجع القوم مبدئياً عن قرارهم بقتلي . 

ومادام أنهم تراجعوا عن قرارهم هذا فلا داعي لإنزال العذاب عليهم ، لأنّ ذلك سيتحول إلى نقمة .