لماذا لقب أمير المؤمنين (ع) بالمرتضى؟

السؤال: يُعرف مولانا علي بن أبي طالب (ع) بلقب (المرتضى)، فما دلالة هذا اللقب؟ وما سبب تسميته به؟

: السيد أبو اَلحسن علي الموسوي

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

لقب (المرتضى) من أشهر ألقاب أمير المؤمنين (ع)، وهو اسم مفعول مشتقّ من الفعل (ارتضى)، نظير لقب (المصطفى) للنبيّ الأكرم (ص) المشتقّ من الفعل (اصطفى)، ومعناهما واحد، فمعنى المرتضى كالمصطفى يدلّ على الاختيار والانتخاب.

ويعـدّ هذا اللقب من الألقاب الوحيانيّة؛ وذلك لأنّ الأصل في إطلاقه هو النصوص الشرعيّة من الروايات والزيارات ونحوها، فمنها: ما ورد في حديث اللوح الفاطميّ: «أبو الحسن عليّ بن أبي طالب المرتضى، أمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف» [عيون أخبار الرضا ج1 ص48].

ومنها: ما ورد في زيارة سيّد الشهداء (ع): «السلام عليك يا ابن عليّ المرتضى» [الكافي ج4 ص578].

ومنها: ما ورد في خطبة الإمام السجّاد (ع) في مجلس يزيد: «أنا ابن مَن أُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، أنا ابن عليّ المرتضى، أنا ابن فاطمة الزهراء» [مناقب آل أبي طالب ج3 ص305].

ولـمّا كان أمير المؤمنين (ع) مطيعاً لله تعالى ورسوله الكريم، ومتّبعاً مرضاتهما في كلّ أفعاله القلبيّة وأعماله الجارحيّة، انتخبه الله تعالى واصطفاه، إذْ ورد عن ابن عبّاس أنّه قال: «كان عليّ يتّبع في جميع أمره مرضاةَ الله تعالى ورسوله، فلذلك سُمّي المرتضى» [مناقب آل أبي طالب ج٢ ص٣٠٥].

وقد ظهر معنى هذا اللقب الشريف لـمّا ارتضاه الله تعالى لرسوله المصطفى أخاً وظهيراً ووزيراً وصهراً وخليفةً من بعده وغير ذلك من المنازل الاصطفائيّة.

قال العلّامة الهادي بن إبراهيم بن علي الوزير – وهو من علماء الزيديّة – [ت822هـ]:

(هذا الاسم من أشهر أسمائه الظاهرة، وهو في حقّ أمير المؤمنين (ع) كالمصطفى في حقّ سيّد المرسلين، ومعناه معناه.

والأصل في ذلك أنَّ النبيّ (ص) ارتضاه له وصياً، وارتضاه له أخاً، وارتضاه له صهراً، وارتضاه له ظهيراً، وارتضاه وزيراً، وما ارتضاه رسول الله (ص) حتّى ارتضاه الله تعالى، فهو: المرتضى يوم انتجاه، والمرتضى يوم غدير خم، حيث قال: «مَن كنتُ مولاه فهذا عليّ مولاه»، والمرتضى في حديث المؤاخاة، والمرتضى في تبليغ سورة براءة، والمرتضى في حديث الطير على مَن عداه، والمرتضى يوم خيبر على مَن سواه، والمرتضى في تزويجه المطهّرة المرتضاة، والمرتضى يوم استخلفه على المدينة من الصحابة الهداة، والمرتضى لقطف الجنّة على القرابة الأباة، والمرتضى يوم القيامة للركوب والناس مشاة) [البروج في أسماء أمير المؤمنين ص166-167].