« أسألك بحقك وقدسك وأعظم صفاتك »

السؤال: في دعاء كميل فقرة وهي: « اللهم إني أسألك بحقك وقدسك وأعظم صفاتك وأسمائك »، يرجى شرح هذه الفقرة.

: - اللجنة العلمية

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

« يا إِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ وَمالِكَ رِقِّي، يا مَنْ بِيَدِهِ ناصِيَتِي، يا عَلِيماً بِضُرِّي وَمَسْكَنَتِي، يا خَبِيراً بَفَقْرِي وَفاقَتِي، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ، أَسأَلُكَ بِحَقِكَ وَقُدْسِكَ وَأَعْظَمِ صِفاتِكَ وَأَسْمائِكَ، أَنْ تَجْعَلَ أَوْقاتِي مِنَ اللّيْلِ وَالنَّهارِ بَذِكْرِكَ مَعْمُورَةً، وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً، وَأَعْمالِي عِنْدَكَ مَقْبُولَةً، حَتَّى تَكُونَ أَعْمالِي وأوْرادِي كُلُّها وِرْداً وَاحِداً، وَحالِي فِي خِدْمَتِكَ سَرْمَداً »

الكلام في شرح هذه الفقرات العظيمة طويل عريض، نكتفي في المقام بذكر بعض ما أفاده أحد الفضلاء المعاصرين في شرحه الموسوم بـ [مواهب الليل ج3 ص315-318]، بخصوص فقرة: « أَسأَلُكَ بِحَقِكَ وَقُدْسِكَ وَأَعْظَمِ صِفاتِكَ وَأَسْمائِكَ » التي وقع السؤال عنها:

1ـ « أَسأَلُكَ بِحَقِكَ »: في معنى (الحقّ) احتمالات، نذكر منها وجهين:

أحدهما: استحقاقك ممّا يليق بشأنك الربوبيّ والإلهيّ من صفات الكمال وعظمته، وممّا يليق بشأنه ومقتضى جماله وجلاله أن لا يردّ سائلاً مضطّراً أو محتاجاً.

والآخر: بحقّ الربوبيّة على جميع خلقك، وهذا الحقّ أعلى حقّ ثبت لصاحب حقّ على غيره، وقد ورد في الدعاء: « وبحقّك عليهم فلا أحد أعرف بحقّك منك » [الإقبال ج1 ص346].

2ـ « وَقُدْسِكَ »: أي تنزّهك من النواقص والعيوب الإمكانيّة، وتنزّهك عن أن يدرك حقيقتَك أحدٌ من خلقك « الذي لا يدركه بُعد الهمم، ولا يناله غوصُ الفِطن » [الكافي ج1 ص135]، فهو المنزّه عن النقص والعجز والعيب.

3ـ « وَأَعْظَمِ صِفاتِكَ »: قد يكون إشارة إلى صفات الجمال الخاصّة من العلم الحياة والقدرة، وهي أعظم الصفات الإلهيّة؛ لرجوع سائر الصفات الجلاليّة والجماليّة إليها.

4ـ « وَأَسْمائِكَ »: أي: وأعظم أسمائك، قد يكون إشارة إلى مقام صفات الفعل؛ لأن الأسماء قد تكون تكوينيّة وهي خلقه، وقد تكون لفظيّة وهي التي متى دُعي بها أجاب.

والحمد لله ربّ العالمين