هل توجد رواية صحيحة السند عندنا في ان عليا هو حامل لواء النبي صلى الله عليه واله يوم القيامة؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ليس هناك من شكٍّ في أنّ حامل لواء النبيّ (صلّى الله عليه وآله) هو الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، بل هي من المسائل المسلّمات وهناك عدّة روايات في هذا المقام تؤيّد ذلك، منها:
1-في كتاب أمالي الصدوق (464) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: يا أمّ سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب ، وزيري في الدنيا ووزيري في الآخرة . يا أم سلمة ، اسمعي واشهدي ، هذا عليّ بن أبي طالب حامل لوائي في الدنيا ، وحامل لوائي غداً في القيامة ) .
2-وقال صلّى الله عليه وآله لعليّ عليه السلام: سألت ربّي عز وجل أن يجعلك حامل لوائي وهو لواء الله الأكبر ، عليه مكتوب : المفلحون الفائزون بالجنة ، فأعطاني. ( الخصال / 314 ) .
3-وفي علل الشرائع ( 1 / 173 ) عن عليّ عليه السلام: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: أنت أول من يدخل الجنة ، فقلت يا رسول الله أدخلها قبلك ؟ قال : نعم أنت صاحب لوائي في الآخرة كما أنك صاحب لوائي في الدنيا، وحامل اللواء هو المتقدم . ثم قال صلى الله عليه وآله: يا علي كأني بك وقد دخلت الجنة وبيدك لوائي ، وهو لواء الحمد ، تحته آدم فمن دونه.
4-وفي الصراط المستقيم ( 2 / 119 ) : أسند في مراصد العرفان إلى سلمان حين سأله : من الخليفة بعدك يا رسول الله ؟ قال : أدخل عليَّ أبا ذر والمقداد وأبا أيوب ، فقال : اشهدوا وافهموا أن علياً وصيي ووارثي وقاضي ديني وحامل لوائي ، وولده بعده ، ثم من ولد الحسين أئمة تسعة هداة إلى يوم القيامة ، أشكو إلى الله جحد أمتي له وأخذهم حقه.
5-وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : أفضل الكلام قول لا إله إلا الله ، وأفضل الخلق أول من قال : لا إله إلا الله ، فقيل : يا رسول الله ومن أول من قال : لا إله إلا الله ؟ قال : أنا ، وأنا نور بين يدي الله جل جلاله أُوَحِّدُهُ وأسبحه وأكبِّره وأقدسه وأمجده ، ويتلوني نور شاهد مني ، فقيل يا رسول الله ومن الشاهد منك ؟ فقال : علي بن أبي طالب ، أخي وصفيي ، ووزيري وخليفتي ووصيي ، وإمام أمتي ، وصاحب حوضي ، وحامل لوائي ، فقيل له : يا رسول الله فمن يتلوه ؟ فقال : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، ثم الأئمة من ولد الحسين إلى يوم القيامة. ( كمال الدين / 669 ) .
6- وعن عليّ عليه السّلام قال : ضربت يدي يوم أحد فسقط اللواء من يدي فقال النبيّ صلّى اللّه عليه واله وسلم : ضعوه في يده اليسرى ، فإنّه صاحب لوائي في الدنيا والآخرة.[ينظر: كتاب نهج الخلاص، للشيخ مهديّ الفتلاويّ،(ص211).
يضاف إلى ذلك أنّ جمهور علماء العامّة يكاد يسلّمون بذلك، خصوصاً أنّهم عقدوا باباً خاصّاً سمّوه: باب ما قيل في لواء النبي صلى الله عليه وسلم من كتاب الجهاد المسانيد، فتراهم يسندون الحديث الصحيح المشهور الذي يرويه البخاريّ ومسلم وغيرهما عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال ليلة صبيحة خيبر ( لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله يفتح الله عليه). وهناك أيضاً حادثة مشهورة تثبت هذه القضيّة ، وهي تلك التي رواها أحمد بن حنبل وغيره بالإسناد إلى مالك بن دينار قال سألت سعيد بن جبير فقلت: يا أبا عبد الله من كان حامل راية رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟ قال : فنظر إليّ فقال : كأنّك رخي البال! فغضبت وشكوته إلى إخوانه من القراء فقالوا: إنّك سألته جهرة وهو خائف من الحجّاج وقد لاذ بالبيت، فاسأله الآن؟ فسألته: فقال: كان حاملها عليّ عليه السلام كان حاملها عليّ، هكذا سمعته من عبد الله بن عباس. ينظر: [كتاب المناقب، الموفق الخوارزميّ، (ص٣٥٩)، كتاب فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (2/680)، ومستدرك الصحيحين للحاكم (3/137)، وبحار الأنوار، ج ٤٢، العلّامة المجلسيّ، ص٦٢]. هذا ما لدينا عن هذه القضيّة التي هي كالنار على الجبل، ولا يشكّ فيها إلا جاهلٌ أو معاند. ودمتم سالمين.
اترك تعليق