هل هناك روايات صحيحة من طرقنا تثبت ضرب الإمام علي عليه السلام لعمر بن الخطاب؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
نعَم وردَ ذلكَ في كتابِ سليمٍ بنِ قيسٍ الهلاليّ (رض) وهوَ مِن أعظمِ وأقدمِ كتبِ تراثِ الشّيعةِ الواصلِ إلينا ، والتي أرّخَت أحداثَ ما بعدَ رحيلِ النّبيّ (ص) بمُنتهى الأمانةِ والدّقّةِ والحرفيّةِ ، حيثُ وردَ في خبرِ هجومِ القومِ على دارِ الزّهراء (ع) :
فانطلقَ قنفذٌ فأخبرَ أبا بكرٍ . فوثبَ عُمر غضبانَ ، فنادى خالداً بنَ الوليدِ وقنفذاً فأمرَهُما أن يحملا حطباً وناراً . ثمَّ أقبلَ حتّى إنتهى إلى بابِ عليٍّ عليه السّلام ، وفاطمةُ عليها السّلام قاعدةٌ خلفَ البابِ ، قد عصبَت رأسَها ونحلَ جسمُها في وفاةِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآله . فأقبلَ عمرُ حتّى ضربَ البابَ ، ثمَّ نادى : ( يا بنَ أبي طالبٍ ، إفتحِ الباب ) .
فقالَت فاطمةُ عليها السّلام : ( يا عُمر ، ما لنا ولكَ ؟ لا تدَعنا وما نحنُ فيه ) .
قالَ : ( إفتحي البابَ وإلّا أحرقناهُ عليكم )
فقالَ : ( يا عمرُ ، أما تتّقي اللهَ عزَّ وجلَّ ، تدخلُ على بيتي وتهجمُ على داري ) ؟ فأبى أن ينصرفَ . ثمَّ دعا عمرُ بالنّارِ فأضرمَها في البابِ فأحرقَ البابَ ، ثمَّ دفعَه عُمر .
فاستقبلَتهُ فاطمةُ عليها السّلام وصاحَت : ( يا أبتاهُ يا رسولَ اللهِ ) فرفعَ السّيفَ وهوَ في غمدِه فوجأ بهِ جنبَها فصرخَت . فرفعَ السّوطَ فضربَ بهِ ذراعَها فصاحَت : ( يا أبتاهُ ) أميرُ المؤمنينَ عليه السّلام يهمُّ بقتلِ عُمر فوثبَ عليٌّ بنُ أبي طالبٍ عليه السّلام فأخذَ بتلابيبِ عُمر ثمَّ هزّهُ فصرعَه ووجأ أنفَه ورقبتَه وهمَّ بقتلِه ، فذكرَ قولَ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآله وما أوصى بهِ منَ الصّبرِ والطّاعةِ ، فقالَ : ( والذي كرّمَ محمّداً بالنّبوّةِ يا بنَ صهّاك ، لولا كتابٌ منَ اللهِ سبقَ لعلمتَ أنّكَ لا تدخلُ بيتي ) . (كتابُ سليمٍ بنِ قيس 386) .
والحمدُ للهِ ربِّ العالمين
اترك تعليق