حكمُ سبِّ المُختارِ الثّقفيّ
هلِ المُختارُ الثقفيُّ سَلّمَ الحكمَ إلى إبنِ مروان ولم يُسلّم الحكمَ إلى الإمامِ السّجّادِ عليهِ أفضلُ الصّلاةِ والسّلام؟ وهل يجوزُ سبُّه؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
لا يخفى أنَّ علاقةَ المُختارِ الثقفيّ مع بني أميّة ـ والمروانيّينَ منهم ـ كانَت سيّئةً، فقد رفعَ المُختارُ رايةَ الثّأرِ مِن قتلةِ سيّدِ الشّهداءِ عليهِ السّلام منَ الأمويّينَ، وثارَ ضدَّهم، وحصلَت بينَه وبينَهم حروبٌ ضارية. وأمّا مسألةُ عدمِ تسليمِ الحكمِ للإمامِ السّجّادِ عليه السّلام فيرجعُ ذلكَ إلى حساسيّةِ ظروفِ الإمامِ عليهِ السّلام في ظلِّ العيونِ الزّبيريّةِ والأمويّة.
أمّا حكمُ سبِّه، فقد روى الشّيخُ الكشّيّ بإسنادٍ مُعتبرٍ عَن أبي جعفرٍ عليه السّلام قالَ: لا تسبّوا المُختارَ، فإنّه قتلَ قتلتَنا، وطلبَ بثأرنا، وزوّجَ أراملنا، وقسّمَ فينا المالَ على العسرة. (إختيارُ معرفةِ الرّجال ج1 ص340).
وهذا الحديثُ صريحٌ في النّهي عن سبِّه، مُعلِّلاً بكونِه قاتلَ قتلةِ آلِ محمّدٍ عليهم السّلام، وطالبَ ثأرِهم، ومزوِّجَ أراملِهم، ومقسِّمَ المالِ فيهم في الشدّة.
وروى الكشيُّ بإسنادِه عَن عمرو بنِ عليٍّ بنِ الحسين: أنَّ عليّاً بنَ الحُسين عليهما السّلام لمّا أُتي برأسِ عبيدِ اللهِ بنِ زياد ورأسِ عُمرَ بنِ سعدٍ خرّ ساجداً وقالَ: الحمدُ للهِ الذي أدركَ لي ثأري مِن أعدائي، وجزى المُختارَ خيراً. (إختيارُ معرفةِ الرّجال ج1 ص340).
وروى الكشيُّ بإسنادِه عَن عبدِ اللهِ بنِ شريكٍ ـ في لقاءِ أبي الحكمِ بنِ المُختارِ بنِ أبي عبيدةَ الثّقفيّ معَ أبي جعفرٍ عليه السّلام ـ، فقالَ الباقرُ عليهِ السّلام: سبحانَ اللهِ، أخبرَني أبي واللهِ أنَّ مهرَ أمّي كانَ ممّا بعثَ بهِ المختارُ، أولم يبنِ دورَنا، وقتلَ قاتلنا، وطلبَ بدمائِنا؟! فرحمَه الله. وأخبرَني واللهِ أنّه كانَ ليسمرُ عندَ فاطمةَ بنتِ عليٍّ يمهّدُها الفراشَ، ويثني لها الوسائدَ، ومنها أصابَ الحديثَ، رحمَ اللهُ أباكَ، رحمَ اللهُ أباكَ، ما تركَ لنا حقّاً عندَ أحدٍ إلّا طلبَه، قتلَ قتلتَنا، وطلبَ بدمائِنا. (إختيارُ معرفةِ الرّجال ج1 ص340).
هذهِ الأخبارُ وغيرُها واضحةُ الدّلالةِ على أنّ المُختارَ ممدوحُ الحالِ عندَ الأئمّةِ عليهم السّلام، والخبرُ الأوّلُ صريحٌ في النّهي عن سبِّه.
اترك تعليق