ما التفسير الموضوعيّ لقوله تعالى: إنّما المؤمنون اخوة
السلام عليكم ورحمة الله
بما أنّ السّائلَ يسألُ عن التفسير الموضوعي للآية الكريمة، فنقول: إنّها تتناولُ موضوعَ المساواة، ونبذ كلّ الخصائصِ الدّنيويةِ والصّفات المميزة التي هي المصادرُ لبروز المفاسدِ في المجتمع من الإستعبادِ والإستضعاف والإستذلال والإستكبار وأنواع البغيّ والظلم، وبذلك يحصلُ التوازن بين الضعيفِ والقوي، والغنيّ والفقير، وهي بنفس سياق قولهِ تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ.. الآية)، البقرة: 220، وهي تحاذي ايضاً قوله تعالى: (وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا)، النساء: 2.
فجميعُ هذه الآياتِ تحاولُ أن تذيبَ مناشئ الطبقيّة والتفاوتِ الشاسع بين فئات المجتمع، "فإنّ القرآن يرى أنّ شأن الدّين الحقّ هو تنظيم الحياة بشئونها، و ترتيبها ترتيباً يتضمّنُ سعادة الإنسان في العاجل و الآجل، و يعيشُ به الإنسانُ في معارفَ حقة، و أخلاق فاضلة، و عيشة طيبة يتنعّمُ فيها بما أنعم الله عليه من النعم في الدنيا، و يدفعُ بها عن نفسه المكاره و النوائب و نواقص المادة.
و لا يتمّ ذلك إلا بالحياةِ الطيبة النوعيّةِ المتشابهة في طيبها و صفائها، و لا يكونُ ذلك إلا بإصلاح حالِ النوع برفع حوائجها في الحياة، و لا يكملُ ذلك إلا بالجهاتِ المالية و الثروة و التقنيةِ، و الطريقِ إلى ذلك إنفاقُ الأفراد ممّا اقتنوهُ بكدّ اليمينِ و عرقِ الجبين، فإنما المؤمنونَ إخوة، و الأرضُ لله، و المالُ ماله". الميزانُ في تفسير القرآن: ج2، ص220.
اترك تعليق