«علموا أبناءكم الرماية والسباحة وركوب الخيل»

السؤال: ما مدى صحَّة وموثوقيَّة الرواية التي تقول: "علِّموا أبناءَكم الرماية، والسباحة، وركوب الخيل"؟

: الشيخ نهاد الفياض

الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم

اعلم ـ عزيزي السائل ـ أنَّ الوارد عن النبي الأكرم (ص): «علِّموا أولادكم السباحة والرماية» دون فقرة «وركوب الخيل»، وإنَّما وردت هذه الصياغة مع الزيادة في أثرٍ عن عمر بن الخطَّاب في كتابٍ له إلى أهل الشام، هذا نصُّه: (‌علِّموا ‌أولادكم السباحة، والرمي، والفروسيَّة) [يُنظر: عيون الأخبار ج2 ص184، تنبيه الغافلين ص502، النوادر والزيادات ج3 ص39، كنز العمَّال ج4 ص467]، وغيرها.

والمتحصَّل: أنَّ لفظ (الفروسية) لم يرد في الأخبار، وإنَّما الوارد فيها هو خصوص الحثِّ على تعليم (السباحة، والرماية)، من ذلك:

1ـ ما روي بسندٍ مرفوع عن عليِّ بن أسباط، عن عمِّه يعقوب بن سالم ـ رفعه ـ قال: قال أمير المؤمنين (ع): قال رسول الله (ص): «علِّموا أولادكم السباحة، والرماية» [الكافي ج6 ص47].

2ـ وما روي بالإسناد عن السكوني، عن أبي عبد الله (ع) قال: «..قال رسول الله (ص): حقّ الولد على والده إذا كان ذكراً أنْ يستفره أمّه، ويستحسن اسمه، ويعلِّمه كتاب الله (عزَّ وجلَّ)، ويطهِّره، ويعلَّمه السباحة، وإذا كانت أُنثى أنْ يستفره أمَّها، ويستحسن اسمها، ويعلِّمها سورة النور...الحديث» [تهذيب الأحكام ج8 ص112].

3ـ وما روي بالإسناد عن إمامنا الكاظم عن آبائه (ع) قال: «قال رسول الله (ص): نعم شغل المرأة المؤمنة الغزل. وقال (ص): علِّموا أبناءَكم الرمي والسباحة» [الجعفريات ص98].

4ـ وما روي عن بكر بن عبد الله بن ربيع الأنصاريّ، قال: قال رسول الله (ص): «‌علِّموا ‌أبناءكم السباحة والرماية، ونعم لهو المؤمنة في بيتها المغزل» [أسد الغابة ج1 ص205].

هذا، وقد أفتى باستحباب الرماية شيخنا محمَّد بن الحسن الحرّ العامليُّ (طاب ثراه) في الوسائل حيث قال: (باب استحباب الرمي والمراماة، واختياره على ركوب الخيل) [وسائل الشيعة ج13 ص347]، كما أفتى باستحباب السباحة السيِّد محمَّد الشيرازيُّ (طاب ثراه) حيث قال: (مسألةٌ: من المستحبَّات السباحة وتعلُّمها، كما يستحب تعليمها الأولاد...) [من الآداب الطبيَّة ص٣٤٤].

والنتيجة من كلِّ ذلك، أنَّ المروي عن النبيِّ الأعظم (ص) هو خصوص (السباحة، والرمي) أمَّا (الفروسية وركوب الخيل) فهو من زيادات عمر بن الخطَّاب، كما صار واضحاً.. والحمد لله ربِّ العالمين.