الجنُّ ونُصرة الإمامِ المهدي (عجّلَ اللهُ فرجه)
سؤال: 419- سلامٌ عليكم، عند ظهور الإمام الحجّةِ عج وقبلَ قيامِ دولةِ العدل، ما دورُ الجنِّ في ذلكَ الوقتِ أي عندَ محاربةِ الظلمِ والفسادِ في الأرض؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
إنّ النبيَّ (ص) بُعِثَ إلى الإنسِ والجنِّ، والجنُّ فيهم المؤمنونَ وغيرُ المؤمنين، فمنَ الطبيعي أن يكونَ لإمامنا المهديّ (ع) وبقيّةِ الأئمّةِ (ع) شيعةٌ منَ الجنِّ، كما أنَّ لهم شيعةً منَ الإنس.
ووردَ أنّ الجنَّ عرضوا النُّصرةَ على إمامنا الحُسين (ع)، ولكنَّ الإمامَ رفضَ، ولم يستفِد مِن قُدراتِهم وطاقاتِهم، وأراد أن تأخذَ الأمورُ مجراها الطبيعي.
وتفاعلَت الجنُّ مع قتلِ الحُسين (ع) وناحَت عليهِ وبكتهُ ونشرَت خبرَ مقتلِه في الكثيرِ منَ العواصمِ الإسلاميّة، كما وردَ في الرّواياتِ من طرقِ الفريقين.
ومنَ المعلومِ أنّ الجنَّ لهم قدراتٌ وطاقاتٌ كبيرة، فطبيعةُ خلقِهم، وسرعةُ تنقّلِهم، ورؤيتِهم للبشرِ مِن حيثُ لا نراهم، تتيحُ لهم ممارسةَ أمورٍ يصعبُ علينا ممارستَها.
ولكن وردَ في بعضِ الرّواياتِ أنّ الإمامَ المهدي (ع) سيستعينُ بقدراتِ موجوداتٍ أقوى منَ الجنِّ، لفتحِ الهندِ والدّيلم والكرك والتّركِ والرّوم وبربر وما بينَ جابرسا إلى جابلقا. (بصائرُ الدّرجات ص512).
ولا نعلمُ هل الإمامُ المهدي (ع) سيستفيدُ من قدراتِ الجنِّ وطاقاتِهم أم لا !
وردَ في روايةٍ أرسلها الديلميُّ، وأسندَها الخصيبيُّ عن هارونَ بنِ سعيدٍ قالَ: سمعتُ أميرَ المؤمنين يقولُ: .... قتلٌ فظيعٌ وموتٌ ذريعٌ وطاعونٌ شنيعٌ ولا يبقى منَ النّاسِ أحدٌ في ذلكَ الوقتِ إلّا ثلثُهم وينادي منادٍ منَ السّماءِ باسمِ رجلٍ مِن ولدي تكثرُ الآياتُ حتّى يتمنّى الأحياءُ الموتَ ممّا يرونَ فمَن هلكَ استراحَ ومن كانَ لهُ عندَ اللهِ خيرٌ نجا ثمَّ يظهرُ رجلٌ مِن ولدي فيملأ الأرضَ قسطاً وعدلاً كما مُلئَت ظلماً وجوراً يأتيهِ اللهُ ببقيا قومِ موسى ويحيي له أصحابَ الكهفِ ويؤيّدُه اللهُ بالملائكةِ والجنِّ وشيعتِنا المُخلصينَ وينزلُ منَ السّماءِ قطرَها وتُخرجُ الأرضُ نباتَها. (إرشادُ القلوبِ للدّيلمي: 2 / 286.)
وفي روايةٍ أخرى أنّ لهُ أنصاراً منَ الملائكةِ والإنسِ والجن. (الهدايةُ الكُبرى ص675).
ولا يبعدُ نُصرتُهم للإمامِ المهدي (ع).
واللهُ العالمُ بما يكونُ لهم مِن أدوار.
اترك تعليق