متى غاب الإمام المهدي المنتظر(ع) ولِمَ غاب؟

: اللجنة العلمية

من الواضح البيّن لدى الجميع أنّ للإمام (عليه السلام) غيبتان, أحداهما صغرى هي الأولى, وهذه ابتدأت من وفاة أبيه العسكري عام (260ه) وهو ابن خمس سنين حيث إنّ ولادته المباركة كانت عام (255 ه). 

وانتهت بوفاة سفيره الرابع (أبو الحسن علي بن محمد السمري (رضوان الله عليه) وذلك عام (328 ه) فيكون زمن الغيبة الصغرى ثمانية وستون عاماً.

وأمّا غيبته الكبرى فقد ابتدأت عام (328 ه), وذلك بعد موت السفير الرابع (أبو الحسن علي بن محمد السمري (رحمه الله), وهي مستمرة إلى زماننا هذا نسأل الله تعالى الفرج.

هذا كله فيما يرتبط بالمقطع الأول من العنوان (متى غاب), أمّا المقطع الثاني وهو لِمَ غاب؟

 فجوابه:

إنّ الظروف السياسية الخانقة الّتي عاشها الإمام منذ انعقاد نطفته المقدّسة (صلوات الله عليه), إلى يوم غيبته لهي ظروف تجعل من أيّ إنسان عادي أن يعيش متخفيا ما أمكنه , ناهيك عن الإمام الذي هو إنسان ليس عادياً، بل صاحب رسالة، والهدف من وجوده, هو هدف عظيم جداً, ألا وهو قلب موازين العالم بأسره من كل جوانبه السياسية, والاقتصادية, والاجتماعية, وغيرها. فكان من الطبيعي جداً أن يغيب عن سيف السلطة الذي كان يعيش متأهبا للفتك به.

يضاف إلى ذلك تقديرات الله تبارك وتعالى, الذي هو علاّم الغيوب، فهو وحده تبارك وتعالى يعلم بالدقة لِمَ غاب, فإنّ تقديرات الله تبارك وتعالى العالم المطلق المحيط بكل شيء , غير تقديراتنا. إلاّ أنّ ما ندركه بعقولنا القاصرة أنّ هنالك جملة من الأسباب هي التي فرضت عليه الغيبة, سأذكرها على نحو الإجمال.

1-خوفاً من بطش أعدائه.

2-إنّ الله تعالى قدّر له ذلك للمهمة التي ادخره  لها في آخر الزمان.

3-حتّى تتهيأ الأمم لقبول نهضته المباركة.

4-حتّى يفسح المجال لكل الثقافات والنظريات أن تمارس الحكومة الفاشلة, كي تصل البشرية جمعاء إلى نقطة مفصلية ألا وهي , لنجرب الاسلام.  

5-أنّ الثقافات البشرية تتكامل على مر العصور, وكلما تكاملت ثقافات الأمم أصبحت أقرب الى الثقافة الواقعية, فتكون أكثر قبولاً لهذه الحقيقة.