هل الإمام المهدي المنتظر (ع) مولود أم لا ؟

: اللجنة العلمية

إنّ المتصفح للتاريخ يجد أنّ ولادة الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) لم تكن تحت ظروف طبيعيّة, بل يجدها محاطة بسريّة، وخفاء تاميَن, وذلك بسبب الظروف السياسيّة الخانقة الّتي كانت تحيط به (عليه السلام), حتّى أنّنا نجد انعكاس ذلك على  كل مَنْ تعرّض لولادة الامام المهدي (عليه السلام) من المؤرخين, فقد استخدموا التقيّة تجنباً لإثارة غضب الحاكم والسلطان.

لذلك كان من الطبيعي جداً أن تكون ولادة الإمام (عليه السلام) محاطة بالسريّة التامة.

إلاّ أنّ هذا لا يعني خفاء ولادته عن الأعلام, والخاصة, وبعض الشيعة.  

وحتّى يتضح المشهد للقارئ الكريم, نجد من الضروري الاستشهاد على ما نقول ببعض الوثائق التاريخيّة, الّتي تثبت ولادته بما لا يقبل الشك.

 فقد بلغت اعترافات علماء العامة أكثر من مائة اعتراف صريح بولادة الإمام المهدي (عليه السلام) وهو الإمام الثاني عشر عند الشيعة وإليك بعضها.

1- الأعلام للزركلي: المَهْدي المُنْتَظَر(256 - 275 هـ = 870 - 888 م) محمد بن الحسن العسكري (الخالص) بن علي الهادي، أبو القاسم: آخر الأئمة الاثني عشر عند الإمامية. وهو المعروف عندهم بالمهديّ، وصاحب الزمان، والمنتظر، والحجة، وصاحب السرداب. ولد في سامراء، ومات أبوه، وله من العمر نحو خمس سنين. ولما بلغ التاسعة أو العاشرة أو التاسعة عشرة دخل سردابا في دار أبيه بسامراء ولم يخرج منه(1).

 2- الوافي بالوفيات : الحجة المنتظر محمد بن الحسن العسكري بن على الهادي ابن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين على بن الحسين بن علي بن أبي طالب (رضى الله عنهم) الحجة المنتظر ثاني عشر الأئمة الأثني عشر، هو الذي تزعم الشيعة أنّه المنتظر القائم المهدي وهو صاحب السرداب عندهم وأقاويلهم فيه كثيرة ينتظرون ظهوره آخر الزمان من السرداب بسر من رأى ولهم إلى حين تعليق هذا التاريخ أربع مائة وسبعة وسبعين سنة ينتظرونه ولم يخرج، ولد نصف شعبان سنة خمس وخمسين ومأتين والشيعة يقولون إنّه دخل السرداب في دار أبيه وأمه تنظر إليه، ولم يخرج إليها وذلك سنة خمس وستين وماتين وعمره يومئذ تسع سنين(2).

3- سير أعلام النبلاء: المنتظر  الشريف، أبو القاسم، محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي ابن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن علي بن الحسين الشهيد بن الإمام علي بن أبي طالب، العلوي الحسيني. خاتمة الاثني عشر سيدا، الذين تدّعي الإمامية عصمتهم(3).

4- وفيات الأعيان (4/ 176)لابن خلكان أبو القاسم المنتظر أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد المذكور قبله، ثاني عشر الأئمة الأثني عشر على اعتقاد الإمامية، المعروف بالحجة، وهو الذي تزعم الشيعة أنّه المنتظر والقائم والمهدي، وهو صاحب السرداب عندهم، وأقاويلهم فيه كثيرة، وهم ينتظرون ظهوره في آخر الزمان من السرداب بسر من رأى. كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، ولمّا توفي أبوه - وقد سبق ذكره - كان عمره خمس سنين(4).

5- الصواعق المحرقة : ومحمد الحجة هذ إنّما ولد بسر من رأى سنة خمس وخمسين ومائتين(5).

6- إنّ الغيبة الصغرى الّتي امتدت إلى ما يقارب السبعين عاماً لهي من أقوى الأدلة على ولادته ووجوده (عليه السلام),  وأنّه كان يتصل بشيعته عن طريق نوابه الأربعة, الذين أجمعت الطائفة على ورعهم وتقواهم وصلاحهم, وهم:

1 ـ عثمان بن سعيد العمري المتوفى سنة (280 هـ).

2 ـ محمد بن عثمان بن سعيد العمري المتوفى سنة (305 هـ).

3 ـ أبو القاسم الحسين بن روح المتوفى سنة (326 هـ).

4 ـ أبو الحسن علي بن محمد السمري المتوفى سنة (328 هـ).

وقد مارس هؤلاء الأربعة مهام النيابة بالترتيب المذكور، وكلّما مات أحدهم خلّفه الآخر الذي يليه بتعيين من الإمام المهدي(عليه السلام).

هذا إذا أخرجنا تاريخ وروايات الشيعة من الحساب , أمّا إذا أدخلناها فحديث ولادته (عليه السلام) متواتر عندنا. 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الأعلام للزركلي (الجزء 6/ ص 80).

(2) الوافي بالوفيات للصفدي (1/ 286 ).

(3) سير أعلام النبلاء للذهبي  (13/ 119)

(4) وفيات الأعيان لابن خلكان (4/ 176).

(5) الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي  (2/ 481) .