الانتظار والاعتقاد بالامام المهدي (ع).
توجد عندنا هاهنا وثيقتان :
الأولى : وهي للشيخ ابن قيم الجوزية ، وهي ( إغاثة اللهفان ) ، ص 1097 من الجزء الأول ، حيث صرّح فيها بأنّ المسلمين ينتظرون الإمام المهدي ( عليه السلام ) ، كما تنتظر بقية الأمم مهديها حسب عقيدتهم .
الثانية : وهي للشيخ الألباني ، من كتابه ( سلسلة الأحاديث الصحيحة ) ، ص 43 ، المجلد الرابع ، يردّ بها على من يشنّع على عقيدة المهدي ويقول بأنّها عقيدة ثابتة ثبتت بالأحاديث المتواترة الصحيحة ، وأنّ المنكر لها على حدّ المنكر للإلوهية .. وتوجد هاهنا جملة دلالات :
1- أنّ موضوع الإمام المهدي ( عليه السلام ) هو موضوع عقائدي ، والعقائد لا تثبت إلا بالتواتر .
2- هذه العقيدة قد ثبتت بالتواتر فعلا والأحاديث الصحيحة عند أهل السنّة .
3- الإختلاف في التفاصيل ( من حيث الولادة أو أنه سيولد بعد ذلك وغير ذلك ) لا يوجب الإنكار لهذه العقيدة .
4- إنكار هذه العقيدة هو على حدّ الإنكار للإلوهية ، وهذا يلزم منه الكفر .
5- قول الشيعة بالانتظار للمهدي يطابق قول أهل السنة في الانتظار.
وفي ختام هذه الدلالات نشير إلى هذا الإشكال ونقول : الذين يشنعون على الشيعة لماذا لا يُظهر الله الإمام المهدي الذي تقولون به الآن مع حاجة الأمّة إليه ويجعلون ذلك مدعاة للإيمان بخرافة ، نقول لهم : لماذا لا يوجد الله المهدي الآن - حسب عقيدتكم وهي عقيدة ثابتة ومتواترة - مع حاجة الأمّة إليه؟!!
فما تجيبون به هو الجواب .
ودمتم سالمين.
اترك تعليق