دورُ الإمامِ المعصومِ (ع) زمنَ الغيبةِ ؟!

جليل: السَّلامُ عليْكُمْ .. ما هوَ دورُ الإمامِ المعصومِ في غيبتِهِ؟

: اللجنة العلمية

الأخٌ جليلٌ المحترمُ، السَّلامُ عليْكُمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.

بعدَ عِلْمِنا أنّ غيبةَ الإمامِ المهديِّ - عجَّلَ اللهُ فرجَهُ الشَّريفَ - كانتْ حالةً اضطراريَّةً أوْجَبتْها ظروفُ الظُّلمِ ودوافعُ القتلِ والإبادةِ التي فرضتْها الحكومةُ العبّاسيَّةُ آنَذاكَ، وأنَّ استمرارَها سببُهُ النّاسُ وعدمُ تأهُّلِهِمْ لأنْ يحكمَهُمْ قائدٌ منْ آلِ محمَّدٍ - عَلَيْهِمُ السَّلامُ -، بعدَ أنْ  أبادوا أحدَ عشرَ منْ آبائِهِ الطّاهرينَ -عَلَيْهِمُ السَّلامُ - بينَ مقتولٍ بالسَّيْفِ ومسمومٍ، ولكنْ معَ هذا تبقى للإمامِ - عَلَيْهِ السَّلامُ - وظائِفُهُ حالَ غيبتِهِ، فهوَ لمْ يتركِ الأمَّةَ هَمَلاً بلا راعٍ ولا قيادَةٍ مسؤولةٍ تتولّى شؤونَ المؤمنينَ بعدَهُ، وذلكَ بتنصيبِ النُّوّابِ العامّينَ بعدَ النِّيابةِ الخاصّةِ، أضِفْ إلى ذلك أنَّهُ يقومُ على الدَّوامِ بالرِّعايةِ والمتابعةِ والتَّسديدِ والذَّبِّ عنِ المؤمنينَ مِنْ حُجُبِ الغيبِ ومناهلِ اللطفِ، فقدْ وردَ في رسالتِهِ إلى الشَّيخِ المفيدِ - رِضْوانُ اللهِ عَلَيْهِ -: (إنّا غَيْرُ مُهْمِلِينَ لِمُراعاتِكُمْ، وَلا ناسِينَ لِذِكْرِكُمْ، وَلَوْلا ذَلِكَ لَنَزَلَ بِكُمُ اللَّأْواءُ، وَاصْطَلَمَكُمُ الْأعْداءُ) [ المزار: 8 ]، والمرادُ بـ(اللأواءِ): الشِّدَّةُ وضيقُ المعيشةِ، و(اصْطَلَمَكُمْ) أيْ: استأصلكمْ.

ومنْهُ نفهمُ أنَّ وجودَهُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - في حالِ غيبتِهِ هوَ وجودٌ حفظيٌّ لأتباعِهِ وشيعتِهِ، وهوَ وجودٌ حفظيٌّ للأرضِ وأهلِها كما تدلُّ عليْهِ جملةٌ منَ الرِّواياتِ الشَّريفةِ.

 روى الكلينيُّ عنْ محمَّدِ بنِ الفضيلِ، عنْ أبي الحسنِ الرِّضا - عَلَيْهِ السَّلامُ - قالَ: (قلتُ لهُ: أتبقى الأرضُ بغيرِ إمامٍ؟ قالَ: لا، قلتُ: فإنّا نروي عنْ أبي عبدِ اللهِ - عَلَيْهِ السَّلامُ - أنَّها لا تبقى بغيرِ إمامٍ إلّا أنْ يسخطَ اللهُ تعالى على أهلِ الأرضِ أوْ على العبادِ، فقالَ: لا، لا تبقى إذاً لَساخَتْ). [الكافي 1: 179]

وَدُمْتُمْ سالِمِينَ.