كيفَ تعاملَ الإمامُ الحسنُ عليهِ السلام معَ المُشكّكينَ والمُتأثّرينَ بالإعلامِ الأموي؟
السلام عليكم ورحمة الله : بعدَ وفاةِ النبيّ الأكرمِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) وبعدَ الانحرافِ الذي حدثَ في خطِّ القيادةِ في سقيفةِ بني ساعدة، تزايدَ الإحساسُ بالسلطةِ وكثُرَت المطامعُ السياسيّة، وبخاصّةٍ بعدَ الفتوحاتِ التي وسّعَت نفوذَ الدولة، وقد وصلَ ذلكَ الانحرافُ قمّتَه عندَما تمكّنَ الحزبُ الأمويُّ منَ السيطرةِ على مقاليدِ الأمورِ السياسيّة، فعملَ هذا الحزبُ على إضعافِ الانتماءِ الديني مِن خلالِ تكريسِ الثقافةِ الجاهليّةِ القائمةِ على العُنصريّةِ والقبليّة، (إنَّ نزعةَ الحُكمِ في عهدِ الأمويّينَ بدأت باتّجاهٍ عنصريٍّ يثيرُ في النفوسِ عواملَ العصبيّةِ ونظامَ المُلك، فعندَما قرأ مروانُ بنُ الحكم عاملُ معاويةَ على المدينةِ كتابَ معاويةَ لأخذِ البيعةِ ليزيد في مسجدِ المدينةِ هاجَ القومُ وماجوا، وقالَ عبدُ الرّحمنِ بنُ أبي بكر: ما الخيار أردتُم لأمّةِ محمّدٍ، ولكنّكم تريدونَ أن تجعلوها هرقليّةً كلّما ماتَ هرقلٌ قامَ هرقل) (محمّد صالح موسى حسين، الاجتهادُ في الشريعةِ الإسلاميّة ص 38). فكانَت الهرقليّة تعبيراً دقيقاً لملامحِ المرحلةِ الأمويّة. فبعدَ أن تكالبَ أصحابُ المصالحِ على تيّارِ الرسالةِ المُتمثّلِ في الإمامِ عليّ (عليهِ السلام) كانَت الجملُ وصفّينُ تلكَ الحروبُ الطاحنةُ رمزاً واضحاً لصراعِ التأويلِ بينَ ما يريدُه اللهُ وما تريدُه الأمّةُ بزعامةِ معاوية (وقد تأسّسَت الدولةُ الأمويّة، في هذا المُناخِ الثوري، نتيجةً لحربٍ خاضَها معاويةُ ضدَّ عليٍّ وانتصرَ فيها. ولم يكُن هذا الانتصارُ سياسيّاً وحسب، وإنّما كانَ كذلكَ انتصاراً ثقافيّاً. كانَ منحى العملِ عندَ معاوية يتمثّلُ في فنِّ استغلالِ العالم، وكانَ منحى العملِ عندَ عليٍّ يتمثّلُ في فنِ تحريرِ العالم. معاويةُ تيارُ تثبيتٍ لِما هوَ راهن، وفقاً لِما استقرَّ وسادَ بشكلِه الذي أرثاهُ الخليفةُ الثالث، أمّا عليٌّ فتيارُ عودةِ تأصيلٍ إلى الأصلِ الأوّلِ، النبيّ وبدأ منه) (أدونيس، الثابتُ والمتحوّل ج1 ص76) وهكذا تحالفَ تيّارٌ عريضٌ منَ الأرستقراطيّةِ والنفعيّةِ بقيادةِ معاوية بنِ أبي سفيان ومِن ثمَّ بدأوا مِن دمشقَ العملِ على تأصيلِ ثقافةٍ جديدةٍ تختلفُ شكلاً ومضموناً عمّا أرادَ الإسلامُ تثبيتُه، فالقياداتُ الأمويّةُ كانَت تحملُ أولويّاتٍ بعيدةً كلَّ البعدِ عن الدينِ والرسالة، يقولُ السيّدُ مُرتضى العسكري: (أمّا معاويةُ نفسه، فكانَ قد نشأ في وسطِ أغلظِ الجاهليّاتِ القبليّةِ التي حاربَت الإسلامَ وأعرافَه حتّى أخضعَها الإسلامُ بقوّةِ السيف، نشأ فيها حتّى صلبَ عودُه، وانتقلَ على كبرِ سنِّه مِن مكّةَ بعدَ فتحِها إلى المدينةِ، ومنَ الجاهليّةِ إلى الإسلام، ولم يمكُث في المُجتمعِ الإسلاميّ الناشئ إلّا وقتاً قصيراً لا يكفي ليتطبّعَ فيه بالطبعِ الإسلاميّ الجديد ويتمرّنَ عليه ليستطيعَ أن يؤثّرَ على ذلكَ المُجتمعِ ذي الحضارةِ الروميّةِ الذي امتدَّت حضارتُه إلى آمادٍ بعيدةٍ في الدهر، بل هوَ الذي تأثّرَ به) (ملخّصُ معالمِ المدرستين، ص 269)، فقد بدأ معاويةُ عهدَه ولم يستصحِب إلّا نظامَ المُلكِ والسياسةِ وفرضِ السيطرةِ والنفوذِ وطويَت فترةُ ما كانَ يُسمّى بفترةِ الخلافةِ الراشدةِ، يقولُ منّاع القطّان: (إنّها جنحَت إلى سياسةِ المُلكِ التي تهتمُّ بتقويةِ نفوذِها، واستقرارِ الأمرِ لها دونَ التزامٍ لسيرةِ الخلفاءِ الراشدينَ اعتصاماً بالدينِ ووقوفاً عندَ حدودِه) (تاريخُ التشريعِ الإسلامي، ص194) فيتّضحُ مِن ذلكَ أنَّ النظامَ الأمويَّ ليسَ له علاقةٌ بالإسلامِ وإنّما تحرّكُه السُّلطةُ المُشبعةُ بالغرائزِ الحيوانيّة، أو كما عبّرَ أدونيس بقولِه: (إذا صحَّ أن نستعيرَ عبارةَ هيجل في وصفِ المُجتمعِ البرجوازي بأنّه مملكةُ العقلِ الحيوانيّة، فمنَ المُمكنُ القول: إنَّ النظامَ الأمويَّ كانَ مملكةَ الدينِ الحيوانيّة) (الثابتُ والمتحوّل ج1 ص 83). والجديرُ بالمُلاحظةِ أنَّ المُسلمينَ ما إن وصلوا إلى هذا العهدِ، حتّى كانوا مشاربَ مُتعدّدةً ليسَ في التوجّهِ السياسيّ فحسب، وإنّما كانَ هناكَ تعدّدٌ فكريٌّ ثقافيٌّ معرفيّ تمخّضَ منهُ مجموعةٌ منَ المذاهبِ كالخوارجِ والقدريّةِ والمرجيّة، كما أنَّ الأجواءَ لم تكُن مُنفتحةً أمامَ كلِّ المشاربِ الفكريّة، وإنّما فقَط الاتّجاهُ الذي يدعمُ السلطةَ هوَ الذي يفسحُ له في المجالِ، ومِن هُنا لم يتساهَل النظامُ الأمويّ مع خطِّ أهلِ البيتِ بوصفِهم التهديدَ الحقيقيَّ للمكاسبِ التي حقّقوها.ومِن خلالِ هذا العرضِ تتّضحُ الأدوارُ الكُبرى التي قامَ بها أهلُ البيتِ اتّجاهَ ما أحدثَه بنو أميّةَ مِن تشويهٍ في الدين، والمُعضلةُ الكُبرى التي كانَت تواجهُ الإمامَ الحسن (عليهِ السلام) وهوَ بسطُ معاويةَ نفوذَه على كاملِ الدولةِ الإسلاميّة، حيثُ عملَ معاويةُ جاهِداً على بسطِ سيطرتِه على العراقِ بعدَ أن تمكّنَ منَ الشام، وقد كانَت مواجهتُه عسكريّاً تمثّلُ خياراً ضروريّاً إلّا أنَّ الظروفَ السياسيّةَ والاجتماعيّةَ عملَت على إضعافِ هذا الخيار، فقد تعرّضَ جيشُ الإمامِ الحُسينِ (عليهِ السلام) لخياناتٍ كُبرى حتّى مِن أكبرِ قوّادِ جيشِه، وتقلّصَت الخياراتُ أمامَ الإمامِ الحسنِ (عليهِ السلام) فكانَ بينَ الاستسلامِ لمُعادلاتِ القوّةِ العسكريّةِ التي ترجّحُ كفّةَ معاوية، وبينَ عقدِ هُدنةٍ تمنعُ العدوَّ مِن تحقيقِ كاملِ أهدافِه، ومِن هُنا يمكنُنا القولُ إنَّ الإمامَ الحسنَ (عليهِ السلام) قد وجّهَ بصلحهِ سهماً قاتِلاً استقرَّ في قلبِ النظامِ الأموي، فمُضافاً لِما حقّقَه الصلحُ مِن حفظِ دماءِ الشيعةِ وفتحِ الطريقِ لهم للعملِ الدعويّ وتثبيتِ أركانِ التشيّع، فإنَّ الصلحَ أيضاً عملَ على تعريةِ النظامِ الأمويّ وإظهارِه على حقيقتِه، وقد لخّصَ السيّدُ البدري ما قامَ به الإمامُ الحسنُ (عليهِ السلام) في مواجهةِ التضليلِ الأمويّ في كتابِه (الإمامُ الحسنُ في مواجهةِ الانشقاقِ الأموي) وننقلُ منهُ بعضَ الفقراتِ التي تخدمُ الإجابةَ على السؤال، ومَن أرادَ تفصيلاً يمكنُه الرجوعُ للكتابِ، يقولُ السيّدُ البدري: (وكما عدلَ النبيُّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) إلى خيارِ الصلحِ بوصفِه الحلَّ الوحيدَ لقلبِ المُعادلةِ معَ قُريش وفتحِ الطريقِ أمامَ مشروعِ الهدايةِ الذي جاءَ به كذلكَ لابدَّ للحسنِ (عليهِ السلام) أن يعدلَ مِن خيارِ الحربِ إلى الصلحِ بوصفِه الأسلوبَ الوحيدَ لقلبِ المُعادلةِ معَ معاويةَ وفتحِ الشامِ لمشروعِ الهدايةِ الذي نهضَ بهِ عليٌّ (عليهِ السلام)، ولكنَّه صلحٌ بصيغةٍ جديدةٍ لا تمتُّ إلى الصيغةِ التي عرضَها معاويةُ بصلةٍ، بل هوَ صلحٌ يستمدُّ روحَه وهدفَه وفلسفتَه مِن صلحِ جدِّه النبيّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) معَ قريشٍ حينَ أوضحَ للقبائلِ المُتحالفةِ معَ قريشٍ بما لا يقبلُ الشكَّ أنَّ قريشاً هيَ التي تصدُّ عن بيتِ اللهِ وليسَ محمّداً كما كانَت تزعمُ في إعلامِها الكاذب ، وأنَّ محمّداً (صلّى اللهُ عليهِ وآله) كانَ يُعظّمُ بيتَ اللهِ ودينَ إبراهيم بما لم يعظّمُه بهِ أحدٌ منَ العربِ ولا مِن قريشٍ آنذاك. وكذلكَ الحسنُ (عليهِ السلام) في صلحِه فإنّه يريدُ أن يوضحَ لأهلِ الشامِ بما لا يقبلُ التأويلَ أنَّ معاويةَ ومِن قبلِ الخلفاءِ الثلاثةِ كانوا يصدّونَ عن سنّةِ النبي (صلّى اللهُ عليهِ وآله) كما هوَ واضحٌ في قصّةِ حجِّ التمتّعِ، بل إنَّ معاويةَ وأباهُ كانا على رأسِ مَن يصدُّ عن دعوةِ النبيّ ويقاتله وأنَّ عليّاً هو الذي أحيا سنّةَ النبيّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) كما هوَ واضحٌ في قصّةِ حجِّ التمتّع، بل لعليٍّ مواقفُ وتاريخٌ يكشفُ عن إتّباعِه للنّبيّ ونُصرتِه له بما لا يضاهيهُ أحدٌ منَ المُسلمين. وهكذا فاجأ الحسنُ (عليهِ السلام) خصمَه معاويةَ بصيغةِ صلٍح لم تدُر في خَلَدِه بل لم يكُن تكوينُه الجشعُ ورغبتُه الجامحةُ للسُّلطةِ وأصولهُ الجاهليّةُ لتسمحَ له أن يُفكّرَ بها، استمدَّ الحسنُ روحَ صلحِه المُبتكرِ وشروطَه منِ تجربةِ جدِّه المُصطفى (صلّى اللهُ عليهِ وآله) في صلحِ الحُديبيّةِ معَ قريش وهيَ تجربةٌ مُبتكرةٌ أيضاً إذ لم يكُن يدُر في خلدِ قريشٍ / لحميّتِها الجاهليّة / أن يقدم محمّد (صلّى اللهُ عليهِ وآله) لمُصالحتِها بعدَ أن سجّلَ انتصاراً ساحقاً في معركةِ الخندقِ، وحقّقَ الحسنُ بذلكَ فتحاً مُبيناً بكلِّ معنى الكلمةِ كما حقّقَ النبيُّ (ص) في صلحِه فتحاً مُبيناً بكلِّ معنى الكلمةِ، وقد تمثّلَ هذا الفتحُ المُبينُ لعليٍّ بالصلحِ الحسنيّ كما تصوّرُه الرؤيةُ الجديدة: ـ بفضحِ معاوية أمامَ أهلِ الشام / جندُه المطيعُ له طاعةً مُطلقةً / بأنّهُ كانَ ظالماً لعليٍّ في قتالِه إيّاه وأنّهُ كانَ يقاتله مِن أجلِ المُلكِ وليسَ مِن أجلِ مبدأٍ أو الأخذِ بثارِ دمِ عُثمان كما كانَ يزعم. ـ اتّضاحُ حقيقةِ عليٍّ (عليهِ السلام) أنّه لم يكُن الذي كانَ منهُ مُنازعةٌ في سلطانٍ أو لالتماسِ شيءٍ مِن فضولِ الحطام، بل كانَ لأجلِ المظلومينَ مِن عبادِ اللهِ وإحياءِ سنّةِ النبيّ التي عطّلتها وحرّفَتها سلطةُ قريشٍ المُسلّمةُ قبلَ عليّ (عليهِ السلام). ـ توحيدُ شِقَّي البلادِ الإسلاميّةِ واختلاطُ العراقيّينَ معَ الشاميّينَ مِن موقعِ المحبّةِ والشفافيّة. ـ إرجاعُ هيبةِ الأمّةِ في قلوبِ أعدائها / الرومِ الشرقيّينَ على الجبهةِ الشماليّةِ الشرقيّة / الذينَ كانوا قد أعدّوا العدّةَ للهجومِ على الأمّةِ بعدَ أن أكلَتهم الحروبُ الداخليّة.ـ إنقاذُ الكوفةِ عاصمةِ مشروعِ النهضةِ الإحيائيّةِ لعليٍّ (عليهِ السلام) ومركزِ رجالاتِها مِن إرهابٍ داخليٍّ كانَت على أبوابِه يتبنّى أسلوبَ الاغتيالِ قامَ به الخوارجُ التكفيريّونَ وقد نفّذوهُ أوّلاً في عليٍّ (عليهِ السلام). ومِن ثمَّ انطلاقةُ الكوفيّينَ لنشرِ أخبارِ هذه النهضةِ وموضوعِها في أهلِ الشام.وسادَ الأَمانُ في الأُمّةِ كلِّها عشرَ سنواتٍ بعدَ توقيعِ وثيقةِ الصّلح، وبرزَ الحسنُ (عليهِ السلام) مرجعاً دينيّاً إلهيّاً ومِن قبلِه أبوهُ عليٌّ (عليهِ السلام) ومِن بعدِه وأخوهُ الحُسين نصَّت عليهم الأحاديثُ النبويّة، ليأخذَ عنهم دينَ اللهِ الذي جاءَ به محمّدٌ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) مَن شاءَ أن يتّخذَ إلى ربِّه سبيلاً، وعرفَ الشاميّونَ وغيرُهم مِن عبادةِ الحسنِ وعلمِه وحُسنِ خلقِه وكرمِه واهتمامِه بقضاءِ حوائجِ الناسِ ما جعلَهم يذكرونَ به أباهُ عليّاً وجدُّه النبيّ (صلّى اللهُ عليهِ وآله). ثمَّ غدرَ معاويةُ بالحسنِ (عليهِ السلام) بعدَ عشرِ سنواتٍ غدراً مُبيناً حينَ دسَّ لهُ السمَّ ونقضَ شروطَه ولاحقَ شيعةَ العراِق بما هو معروفٌ وواضحٌ في كتبِ التاريخ. وخرجَت الرؤيةُ الجديدةُ بحقيقةٍ أخرى وهيَ أنَّ الرواياتِ التي تسبّبَت في تكوينِ الرؤيةِ المشهورةِ هيَ رواياتٌ أصولها أمويّةٌ وفروعُها عبّاسيّةٌ تبنّاها الإعلامُ العبّاسي ليواجهَ بها خصمينِ كبيرينِ للعبّاسيّينَ كانا ينغّصانِ عليهم رغبتَهم في استمرارِ مُلكِهم وحفظِ ولاءِ الأمّةِ لهم، هاذان الخصمانِ هما: ـ الحسنيّونَ الثائرونَ الذينَ يملكونَ الشعبيّةَ في قبالِ بني العبّاسِ لكونِهم ذريّةَ المُصلحِ الكبيرِ الحسنِ صاحب الفتحِ المُبينِ في إنقاذِ الأمّةِ من سفكِ الدماءِ بطريقةٍ بارعةٍ تكشفُ عن جدارةٍ خاصّةٍ بحُكمِ الأمّةِ ورعايتِها، ويملكونَ الشرعيّةَ لأنَّ العبّاسيّينَ كانوا قد أعطوا بيعةً مُسبقةً لزعيمِ الحسنيّينَ محمّدٍ بنِ عبدِ الله بنِ الحسنِ في مؤتمرٍ عامٍّ لبني هاشمٍ وقد انتشرَ خبرُ هذا المؤتمرِ والبيعةِ في المُجتمع. ـ مرجعيّةُ الإمامِ الصّادقِ (عليهِ السلام) التي تقومُ على فكرةِ إمامةِ عليٍّ (عليهِ السلام) وأهلِ بيتِه المعصومينَ بوصيّةٍ منَ النبي (صلّى اللهُ عليه وآله). وهذهِ المرجعيّةُ آخذةٌ بالتوسّعِ والنمو) وفي المُحصّلةِ، إنَّ الأحداثَ التي وقعَت بعدَ صلحِ الإمامِ الحسنِ (عليهِ السلام) كشفَت لكلِّ المُشكّكينَ بما لا يدعُ مجالاً للشكِّ الخطأ الذي وقعوا فيه عندَما عارضوا صلحَه معَ معاوية، حيثُ تمكّنَ الإمامُ مِن هزيمةِ معاويةَ وإلى الأبدِ، ولولا ذلكَ الصّلحِ الذي عرّى معاويةَ لكانَت صورةُ معاويةَ غيرَ الصورةِ المعروفةِ عنهُ إلى اليوم.
اترك تعليق