في اي سنة تزوج النبي(ص) بالسيدة ماريا حسب السنه و الشيعه ؟

ممكن اعرف. "... اي سنة تزوج النبي بالسيدة ماريا حسب السنه .. وحسب الشيعه ؟؟؟ اي سنه أهديت السيدة ماريا للنبي الاكرم ؟؟؟ في اي سنه أنجبت السيدة ابراهيم ؟؟ في اي سنه نزلت سورة الافك حسب السنه والشيعه ... يعني سنة زواجها مع سنة نزول الآية الافك"

:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : أمّا ما يرجعُ إلى زواجِ رسولِ الله صلّى اللهُ عليهِ وآله (دخولهُ بها) مِن ماريا القبطيّة، فكانَ في سنةِ إهدائِها له أي في سنةِ سبعةٍ للهجرة. قالَ العلّامةُ الصّالحي: (فأمّا ماريّةُ القبطيّة فهيَ بنتُ شمعونَ بفتحِ الشينِ المُعجمة، أمُّ ولدِه إبراهيم أهداها له المقوقسُ في سنةِ سبعٍ منَ الهجرة). سبلُ الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (11/ 219) الصّالحي الشامي و مروج الذهب للمسعودي (ج1/ص285)    أمّا ما يرجع الى تاريخ ولادة إبراهيمَ عليه السلام ابن رسول الله صلى الله عليه واله، فكانت سنة ثمان من الهجرة، ووفاتهُ كانت سنة عشر من الهجرة. قال العلامة المجلسي رحمهُ الله: (وإبراهيمُ كان ابنَ رسول الله صلى الله عليه و آله من مارية القبطية و ولد عليه السّلام بالمدينة في ذي الحجة سنة ثمان، و مات في ذي الحجة سنة عشر و قيل: في ربيع الأول سنة عشر).                                             مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول - العلامة المجلسي (ج14/ص267)                                          وأمّا ما يرجعُ إلى السّؤالِ الأخيرِ وهوَ في أيّ سنةٍ نزلَت آيةُ الإفك؟.فجوابُه: إنّنا نستطيعُ أن نُجملَ الجوابَ بقولين. القولُ الأوّل: أنّها نزلَت في ماريةَ القبطيّة والدةِ إبراهيمَ عليهِ السلام ابنِ رسولِ الله صلّى اللهُ عليه وآله حينَما قذفَتها عائشةُ والسّببُ في ذلك أنَّ النبيَّ صلّى اللهُ عليهِ وآله لمّا اغتمَّ على وفاةِ إبراهيمَ عليهِ السلام سنةَ عشرٍ منَ الهجرة، قالَت له عائشةُ أنَّ إبراهيمَ هذا ليسَ مِنك إنّما هو مِن جُريح الى آخر القصّةِ التي سأسردُها لك. وقيلَ إنَّ نزولَ آيةِ الإفك كانَت بسببِ غيرةِ عائشةَ وحفصة، على رسولِ الله صلّى اللهُ عليه وآله مِن ماريّة، فإنّها كانَت فائقةَ الجمال. فقد روى عليٌّ ابنُ إبراهيم في تفسيرِه ما هذا لفظُه: (فإنّها نزلَت في ماريّةَ القبطيّة أمِّ ابراهيم عليهِ السلام وكانَ سببُ ذلكَ أنَّ عائشةَ قالت لرسولِ الله صلّى اللهُ عليهِ وآله أنَّ ابراهيمَ ليسَ هوَ مِنك وإنّما هوَ مِن جُريح القِبطي فإنّه يدخلُ إليها في كلِّ يومٍ، فغضبَ رسولُ الله صلّى اللهُ عليهِ وآله وقالَ لأميرِ المؤمنينَ عليهِ السلام: خُذ السيفَ وائتني برأسِ جُريح فأخذَ أميرُ المؤمنينَ عليهِ السلام السّيفَ ثمَّ قال: بأبي أنتَ وأمّي يا رسولَ الله إنّكَ إذا بعثتَني في أمرٍ أكونُ فيه كالسّفودِ المحماةِ في الوبر فكيفَ تأمرُني أثبتُ فيه أو أمضِ على ذلك؟ فقالَ له رسولُ الله صلّى اللهُ عليهِ وآله: بل تثبُت، فجاءَ أميرُ المؤمنينَ عليه السلام إلى مشربةِ أمِّ ابراهيم فتسلّقَ عليها فلمّا نظرَ إليه جُريح هربَ منهُ وصعدَ النخلةَ فدنا منهُ أميرُ المؤمنين عليهِ السلام وقالَ له انزل، فقالَ له يا عليّ ! اتّقِ اللهَ ما ها هُنا أناسٌ، إنّي مجبوبٌ ثمَّ كشفَ عن عورتِه، فإذا هوَ مجبوبٌ، فأُتيَ به إلى رسولِ اللهُ عليهِ وآله فقالَ له رسولُ الله صلّى اللهُ عليه وآله: ما شأنُك يا جريح ! فقالَ: يا رسولَ الله إنَّ القبطَ يجبّونَ حشمَهم  ومَن يدخلُ إلى أهليهم والقبطيّونَ لا يأنسونَ إلّا بالقبطيّين).                                                                                                                                           تفسيرُ القُمّي (ج2/ص58)                                                                                                                                                وروى الإمامُ مُسلم في صحيحِه قالَ (حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَجُلاً كَانَ يُتَّهَمُ بِأُمِّ وَلَدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِعَلِىٍّ « اذْهَبْ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ ». فَأَتَاهُ عَلِىٌّ فَإِذَا هُوَ فِى رَكِىٍّ يَتَبَرَّدُ فِيهَا فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ اخْرُجْ. فَنَاوَلَهُ يَدَهُ فَأَخْرَجَهُ فَإِذَا هُوَ مَجْبُوبٌ لَيْسَ لَهُ ذَكَرٌ فَكَفَّ عَلِيٌّ عَنْهُ ثُمَّ أَتَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَمَجْبُوبٌ مَا لَهُ ذَكَرٌ.                                                                                          صحيحُ مُسلم (ج8/ص119) القولُ الثاني: الذي ذهبَ إليه مشهورُ أهلِ السنّة أنَّ المقذوفةَ هيَ عائشة، وأنَّ آيةَ الإفكِ نزلَت حينَما قُذفَت عائشةُ بالفحشاءِ في غزوةِ بني المُصطلق من خزاعة. والذينَ جاؤوا بالإفكِ هم : عبدُ اللهِ بنُ أبيّ بنِ سلول ، ومسطحٌ بنُ أثاثة ، وحسّانٌ بنُ ثابت ، وحمنةُ ابنةُ جحش أختُ زينبَ زوجِ النبي (صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم).غيرَ أنَّ بعضَ مُفسّري الشيعةِ يُشكّكونَ في كِلا القولين، وذلكَ بطرحِهم مجموعةَ تساؤلات. التساؤلُ الأوّل: كيفَ يمكنُ لرسولِ الله صلّى اللهُ عليهِ وآله المعصومِ والمُسدّدِ بالوحي  أن يقعَ تحتَ تأثيرِ الشائعةِ وأدّى ذلك إلى مشاورتِه أصحابَهُ وتغييرِ سلوكِهِ معَ عائشةَ حتّى ابتعدَ عَنها لمدّةٍ طويلة.التساؤلُ الثاني: إنَّ حُكمَ حدِّ القذفِ بحسبِ الظاهرِ قد نزلَ قبلَ حادثةِ الإفك، فلماذا لم يُقِم رسولُ اللهِ الحدَّ على القاذف، سواءٌ كانَ القاذفُ عائشة في حقِّ مارية، أم كانَ القاذفُ جماعةً في حقِّ عائشة. التساؤلُ الثالث: كيفَ يمكنُ للنبيّ الأكرم (صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) أن يُصدرَ حُكمَ القتلِ بحقِّ شخصٍ ( جريح ) بشهادةِ امرأةٍ واحدة؟والخُلاصةُ التي يمكنُنا الخروجُ بها، بل المهمُّ في المسألةِ أن نعلمَ مِن مجموعِ الآياتِ هوَ أنّهُ قد اتّهمَ شخصاً بريئاً بعملٍ مُخلٍّ بالعفّةِ والشرفِ حينَ نزولِ هذه الآيات، وأنَّ الشائعات كانَت مُنتشرةً في المدينةِ، كما يُفهَمُ منَ الدلائلِ الموجودةِ في هذه الآية، أنَّ هذه التهمةَ كانَت موجّهةً لشخصٍ له أهميّةٌ خاصّةٌ في المُجتمَع آنذاك. وأنَّ مجموعةً منَ المُنافقينَ المُتظاهرينَ بالإسلام أرادوا الإخلالَ بالمُجتمعِ الإِسلامي بترويجِهم هذه الشائعة، فنزلَت هذهِ الآيات، وتصدَّت لهذه الحادثةِ بقوّةٍ، ودفعَت المُنحرفينَ والمُنافقين الحاقدينَ إلى جحورِهم. تفسيرُ الأمثلِ مكارم الشيرازي (ج11/ص40) و تفسيرُ الميزانِ العلّامةُ الطباطبائي (ج15/ص52) بتصرّفٍ منّا في الكِتابين.ودُمتم في رعايةِ اللهِ وحِفظه.