ما المراد من قول امير المؤمنين ع في دعاء كميل (وَلأُناديَنَّكَ أينَ كُنتَ يا وَليَّ المُؤمِنينَ)؟

الجواب :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : 

الأخُ السائلُ الكريم هنالكَ قراءتانِ لكلمةِ (كنت) والمعروفُ أنّها بالفتحِ كما ذكرَ جنابُكَ الكريم، والمعنى حينئذٍ، أينَ كانَت رحمتُك التي أنا بأمسِّ الحاجةِ إليها حينَما أكونُ في جهنّمَ والنيرانُ تأخذُني مِن هُنا وهُناك وأن أصرُخَ ألماً لضَعفي عن تحمّلِها وعجزي عَن دفعِ أذاها ، فأنا في تلكَ اللحظةِ مِن أشدِّ المُحتاجينَ إلى رحمتِك، لذلكَ أقول أينَ كُنتَ بفتحِ التاء والمُرادُ أينَ كانَت رحمتُك، كي تستنقذَني مِمّا أنا فيهِ منَ العذاب.

ولا غرابةَ في هكذا تقديرٍ حيثُ وردَ مثلُ هذا الاستعمالِ كثيراً في القرآنِ الكريم أمثالَ قولِه تباركَ وتعالى: (وَجَاء رَبُّكَ وَالمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ) (الفجر/23). والمرادُ وجاءَ أمرُ ربِّك وكانَت الملائكةُ صفّاً صفّاً.

القراءةُ الثانية بضمِّ (كنتَ) أي بضمِّ التاء، والمعنى أحدُ مُحتملين، المُحتمَلُ الأوّل: أينَ كنتُ أنا لولاكَ يا وليَّ المؤمنين أي لا ذكرَ لي ولا مكانَ ولا قيمةَ لولاك ولولا رحمتُك فاغِثني منَ النارِ يا مَن شاءَ لي أن أكونَ فيها.

المُحتمَلُ الثاني: أن تكونَ (أين) بمعنى (أينَما) والمعنى: ولأنادينّكَ أينما كنتُ وفي كلِّ مكانٍ صِرتُ إليهِ مِن نارِك التي أدخلتَني فيها.

ودمتُم موفّقين.