وقعة قرقيسيا
السؤال: ما هي وقعة قرقيسيا؟ وأين موقعها؟
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرقيسياء أو قرقيسيا أو قرقيسا: بلد في شرق سوريا قرب مدينة دير الزور، على نهر الخابور قرب الرحبة وعندها مصبّ الخابور في الفرات، فهي في مثلّث بين الخابور والفرات، كما ذكر الحمويّ في [معجم البلدان ج4 ص328]، وذُكر أنّها مدينة (البصيرة) حالياً.
ورد في الروايات والآثار عند الفريقين: أنّه تحدث في قرقيسيا وقعة عظيمة، يُرفع فيها النصر، ويُقتل فيها الجبّارين، تُسمّى بـ(مأدبة الربّ)، ينادي منادٍ: هلمّوا إلى لحوم الجبّارين، فتشبع سباع الأرض وطيور السماء من جيفتهم.
من روايات الإماميّة:
1ـ روى الشيخ الكلينيّ بالإسناد عن ميسر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: « يا ميسر، كم بينكم وبين قرقيسا؟ قلت: هي قريب على شاطئ الفرات، فقال: أما إنّه سيكون بها وقعة لم يكن مثلها منذ خلق الله تبارك وتعالى السماوات والأرض، ولا يكون مثلها ما دامت السماوات والأرض، مأدبة للطير، تشبع منها سباع الأرض وطيور السماء، يهلك فيها قيس ولا يدعى لها داعية ». قال: وروى غير واحد وزاد فيه: « وينادي منادٍ: هلمّوا إلى لحوم الجبارين » [الكافي ج8 ص295].
2ـ وروى الشيخان العيّاشيّ والنعمانيّ وغيرهما بالإسناد عن جابر الجعفيّ عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام): « .. يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات: راية الأصهب، وراية الأبقع، وراية السفياني، فيلتقي السفيانيُّ بالأبقع فيقتتلون، فيقتله السفيانيّ ومَن تبعه، ثمّ يقتل الأصهب، ثم لا يكون له همّه إلّا الإقبال نحو العراق، ويمرّ جيشه بقرقيسياء، فيقتتلون بها، فيُقتل بها من الجبارين مائة ألف.. » [الغيبة ص289، تفسير العياشي ج1 ص245، الاختصاص ص256].
3ـ وروى الشيخ النعمانيّ بالإسناد عن حذيفة بن المنصور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال: « إنّ لله مائدةً - وفي غير هذه الرواية: مأدبة بقرقيسياء -، يطلع مطلع من السماء فينادي: يا طير السماء، ويا سباع الأرض، هلموا إلى الشبع من لحوم الجبارين » [الغيبة ص287].
ونقله يوسف بن يحيى المقدسيّ في [عقد الدرر ص87] عن أبي عبد الله الحسين بن علي (عليه السلام)، وهو اشتباه منه؛ فإنّ أبا عبد الله هو الإمام الصادق (عليه السلام).
4ـ وروى الشيخ النعمانيّ بالإسناد عن عبد الله بن أبي يعفور، قال: « قال لي أبو جعفر الباقر (عليه السلام): إنّ لولد العبّاس والمروانيّ لوقعة بقرقيسياء، يشيب فيها الغلام الحزور، ويرفع الله عنهم النصر، ويوحي إلى طير السماء وسباع الأرض: اشبعي من لحوم الجبارين، ثمّ يخرج السفيانيّ » [الغيبة ص315].
ومن روايات وآثار غير الإماميّة:
1ـ روى الحاكم النيسابوريّ ونعيم المروزيّ بالإسناد عن أبي رومان عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: « يظهر السفيانيّ على الشام، ثمّ يكون بينهم وقعة بقرقيسا حتّى تشبع طير السماء وسباع الأرض من جيفهم » [المستدرك ج4 ص502، الفتن ص182]
2ـ وروى نعيم المروزيّ بالإسناد عن أرطاة بن المنذر قال: « .. فإذا أقبلت مادة الأبقع من مصر ظهر السفيانيّ بجيشه عليهم، فيقتل الترك والروم بقرقيسيا حتّى تشبع سباع الأرض من لحومهم » [الفتن ص170].
3ـ وروى المروزيّ عن كعب قال: « إذا رجع السفياني دعا إلى نفسه بجماعة أهل المغرب، فيجتمعون له ما لم يجتمعوا لأحدٍ قطّ لـما سبق في علم الله تعالى، ثمّ يبعث بعثاً من كوفة الأنبار، ثمّ يلتقي الجمعان بقرقيسياء، فيفرغ عليهما الصبر، ويرفع عنهما النصر حتّى يتفانوا » [الفتن ص177، وص425].
4ـ وروى نعيم بالإسناد عن عمّار بن ياسر قال: « فيتبع عبدُ الله عبدَ الله، فتلتقي جنودهما بقرقيسياء على النهر، فيكون قتال عظيم، ويسير صاحب المغرب فيقتل الرجال ويسبي النساء، ثم يرجع في قيس حتّى ينزل الجزيرة إلى السفيانيّ، فيتبع اليماني فيقتل قيساً بأريحا ويحوز السفيانيّ ما جمعوا، ثم يسير إلى الكوفة فيقتل أعوان آل محمد، ثمّ يظهر السفيانيّ بالشام على الرايات الثلاث، ثمّ يكون لهم وقعة بعد قرقيسياء عظيمة » [الفتن ص183].
والحمد لله رب العالمين
اترك تعليق