لماذا لم يُذكر العبَّاس (ع) في زيارة عاشوراء؟

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

لا ريبَ أنَّ زيارة عاشوراء من الزيارات المعتبرة والثابتة، كما صرَّح بذلك الكثيرُ من الأعلام، والكلام موكولٌ إلى محلِّه. أمَّا بخصوص عدم التصريح باسم مولانا أبي الفضل العبَّاس (ع) فيها، فنقول:

إنَّ العبَّاس بن أمير المؤمنين (ع) وإنْ لم يُذكر صراحةً في الزيارة المقدَّسة إلَّا أنَّه ذُكر فيها ضمناً، وذلك عند قوله (ع): «أَصْحَاب الحُسَيْن»، ولا يخفى أنَّ العبَّاس (ع) من سادة أصحابه (ع)، فهو بهذا الاعتبار يكون مذكوراً في زيارة عاشوراء، كما هو واضح.

ثمَّ إنَّه لابدَّ أنْ يُعتقد بأنَّ كلَّ ما يصدر من الله تعالى وحُججه (ع) تابعٌ للحِكم والمصالح سواءً علمناها أو لا، فإنَّ جهلنا بتلك الحِكم والمصالح لا يعني عدم وجودها في الواقع، وهذا أصلٌ عام وسيَّال في كلِّ موردٍ.

وزيارة عاشوراء هي من جملة الزيارات المأثورة عن الأئمَّة المعصومين (ع)، بل هي في أصلها حديثٌ قدسيٌّ ـ كما أوضحناه في جوابٍ سابق ـ فعدم التصريح باسم مولانا أبي الفضل العبَّاس (ع) في هذه الزيارة الشريفة نابعٌ عن حِكمةٍ ومصلحةٍ جزماً وإنْ كنَّا غير مطَّلعين عليها.

والنتيجة من كلِّ ما تقدَّم، أنَّ عدم ذكره (ع) في الزيارة المقدَّسة صراحةً نابعٌ عن حِكمة جزماً وإنْ كنَّا نجهل تلك الحِكمة.. والحمد لله ربِّ العالمين.