البَعْضُ يَعْلَمُ بِمَوْتِهِ فَكَيْفَ يَسْتَقِيمُ هَذَا مَعَ قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ)؟!!

م م سِ /: قَالَ تَعَالَى: (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) لَكِنَّنَا نَجِدُ أَنَّ هُنَاكَ مَنْ يَعْلَمُ بِمَوْتِهِ زَمَانًا وَمَكَانًا، مِثْلَ الاِنْتِحَارِيِّ، أَوْ مَرِيضِ السَّرَطَانِ، وَغَيْرِهِمْ، أَلَا يُخَالِفُ هَذَا صِدْقَ الآيَةِ الكَرِيمَةِ؟

: اللجنة العلمية

  الأَخُ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

  لَيْسَ كُلُّ مِنْ أَقْدَمَ عَلَى الإنْتِحَارِ تَحَقَّقَ مَوْتُهُ فِعْلًا، وَلَيْسَ كُلُّ مَرِيضٍ بِالسَّرَطَانِ مَاتَ فِي مَكَانِهِ، والشَّوَاهِدُ عَلَى ذَلِكَ كَثِيرَةٌ جِدًّا، وَمِنْ هُنَا لَا يُوجَدُ جَزْمٌ بِعِلْمِ الإِنْسَانِ القَطْعِيِّ بِمَحَلِّ مَوْتِهِ وَيَبْقَى مَحَلُّ القَطْعِ وَالجَزْمِ هُوَ بِيَدِ اللهِ (عَزَّ وَجَلَّ) فَقَطْ، وَالآيَةُ تُشِيرُ إِلَى العِلْمِ بِالمَوْتِ، أَيْ تُشِيرُ إِلَى القَطْعِ وَالجَزْمِ دُونَ الظَّنِّ وَالإحْتِمَالِ، وَهَذَا المَحَلُّ مِنْ الجَزْمِ لَا يَمْلِكُهُ إِلَّا اللهُ (عَزَّ وَجَلَّ) لِمَحَلِّ تَخَلُّفِ المصَادِيقِ الَّتِي ذَكَرْتُمُوهَا فِي تَحَقُّقِ المُرَادِ فِي مَوَاقِفَ كَثِيرَةٍ.

  وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.