الفرقُ بينَ الموتِ والقتلِ.
مصطفى/ العراق/ واسط: السَّلامُ عليكمْ .. أيمكنُ أنْ أعلمَ ما هوَ الفرقُ بينَ القتلِ والموتِ؟ أعني أنَّ الذي يموتُ بعمليَّةِ اغتيالٍ، أيُعدُّ موتُهُ قدرَ اللهِ أمْ هوَ جريمةٌ والقدرُ لا عَلاقةَ لهُ بهِ؟ وخصوصاً أنَّ اللهَ تعالى يقولُ في القرآنِ الكريمِ: (وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإلى اللهِ تُحْشَرُونَ (158 آل عمرانَ)). أتمنى أنْ يكونَ الجوابُ مقنعاً.
الاخُ مصطفى المحترمُ، السَّلامُ عليكمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
النِّسبةُ بينَ الموتِ والقتلِ هيَ العمومُ والخصوصُ المطلقُ، بمعنى أنَّ كلَّ قتلٍ موتٌ ولا عكسَ، فالموتُ أعمُّ منَ القتلِ، فقدْ يكونُ الموتُ بسببِ المرضِ أوْ بسببِ الدَّهسِ بسيّارةٍ، أوْ بدونِ سببٍ ظاهرٍ أحياناً، كأنْ يكونَ موتاً طبيعيّاً لبلوغِ الإنسانِ أجلَهُ، وأحياناً يكونُ بالقتلِ، سواءٌ كانَ القتلُ عمديّاً أمْ خطأً، وكما قالَ الشاعرُ: (تَعَدَّدَتِ الْأَسْبابُ وَالْمَوْتُ واحِدٌ).
هَذا مِنْ حَيْثُ الفرقُ بينَ القتلِ والموتِ، أمّا السُّؤالُ عنِ القتلِ أهوَ قدرٌ منَ اللهِ تعالى، بمعنى أنَّ اللهَ هوَ الذي قدّرَ لفلانٍ أنْ يقتلَ فلاناً، أمْ هوَ جريمةٌ ؟!
فالجوابُ: لا عَلاقةَ للهِ سبحانَهُ بأفعالِ النّاسِ، فالنّاسُ مختارونَ وليسوا مُجْبَرينَ في أفعالِهمْ، والقضاءُ والقدرُ لا يعني الجبرَ، بلْ يعني العلمَ الإلهيَّ بأنَّ فلاناً سيقتلُ فلاناً في السّاعةِ الفلانيَّةِ، وفي الدقيقةِ الفلانيَّةِ، وفي المكانِ الفلانيِّ، وبالطَّريقةِ الفلانيَّةِ، فهوَ سبحانَهُ لا يعزُبُ عنْ علمِهِ مثقالُ ذرَّةٍ في الأرضِ ولا في السَّماءِ، ويبقى الإنسانُ مختاراً في أفعالِهِ وتصرُّفاتِهِ. راجعْ مقالةَ (الإنسانُ مخيَّرٌ أوْ مسيَّرٌ) على موقعِنا تجدِ التفصيلَ الكاملَ حولَ هذا الموضوعِ.
ودمتمْ سالمينَ.
اترك تعليق