مِنَ أينَ للمَرَاجِعِ حَقُّ استِلامِ الخُمْسِ وَالتَّصَرُّفُ فِيهِ؟!!

هِشَام مَاجِد: سَألَنِي بَعضُ الإخوَةِ المُغتربينَ هَذا السُّؤالَ وَأرَدتُ أنْ أتَزوَّدَ بالجَوابِ مِنكُمْ. السُّؤالُ هُوَ: كَمَا وَردَ وَبروَاياتٍ مُستفيضَةٍ أنَّ الخُمسَ بَلْ أنَّ كُلَّ مَا فِي الأرضِ هُوَ حقٌّ للإمَامِ فَكيفَ أَجَازَ المَرَاجعُ وَالفُقهَاءُ لأنْفُسِهِمْ التَّصَرُّفَ بِالخُمسِ مَعَ عَدمَ وُجُودِ آيَةٍ وَاحِدةٍ وَلا رِوايةٍ وَاحدَةٍ عَنهُ صَلوَاتُ اللهِ وَسَلامُهُ عَليهِ وَعَلى آبَائهِ تُبيحُ لَهُمْ ذَلكَ؟!؟! هَذَا سُؤَالٌ كَبيرٌ وَعَلامَةُ اِسْتفهَامٍ كَبيرةٌ نَضَعُهَا أَمَامَ مَرَاجِعنَا وَفُقهَاءنَا الكرامِ؟!؟! وَكَذَلكَ أمَامَ عَامَّةِ الشِّيعةِ الَّذِينَ صَمُّوا آذَانَهُمْ وَأغمَضُوا عُيُونَهُمْ وَأَطفَأوا عُقُولَهُمْ وَسَلًّمُوا زِمَامَهُمْ بِيَدِ مَن يُقلِّدُونَهُمْ مِنْ دُونِ وَعيٍّ وَلَا تَفكِيرٍ؟!؟! عَسَى أنْ يُخْرِجُونَا مِنْ دَائرةِ الحَيرَةِ وَسُوءِ الظَّنِّ بِهِمْ!!!!! وَنَحنُ لَهُمْ مِنَ الشَّاكِرينَ. وَجَزَاكُمُ اللهُ خَيرَ الجَزَاءِ.

: اللجنة العلمية

الأَخُ هِشامٌ المُحترَمُ، السَّلَامُ عَليكُم وَرَحمةُ اللهِ وَبَركاتُهُ 

وَرَدَ عِنَدَ الخَاصَّةِ وَالعَامَّةِ عَنِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ) بِأنَّهُ قَالَ: "العُلمَاءُ وَرَثَةُ الأنبِيَاءِ"، وَهَذَا يَعنِي أهلِيَّتَهُمْ لِقيَادَةِ المُجتَمَعِ وَإدَارَةِ شُؤُونِهِ عُمُومَاً... أمَّا خُصُوصَاً فَقَدْ وَرَدَ عَنْ أئِمَّةِ الهُدَى، أَئِمَةِ أهلِ البَيتِ (عَليهِمُ السَّلامُ)، كَمَا عَنِ الإمَامِ الصَّادِقِ (عَليهِ السَّلامُ) فِي قَولِهِ عَنِ الفَقِيهِ الجَامِعِ للشَّرَائِطِ فِي مَقبُولةِ ابنِ حَنظَلَةَ: فَإنِّي جَعَلتُهُ عَليكُمْ حَاكِمَاً. وَقَولهِ (عَليهِ السَّلامُ) فِي مَشهُورَةِ أبِي خَديجَةٍ: فَإنِّي قَدْ جَعَلتُهُ عَليكُمْ قَاضِيَاً. والظَّاهِرُ مِنهُ أنَّ للفَقِيهِ جَميعُ مَا للحُكَّامِ ــ وُلَاةِ الأمرِ الشَّرعِيِّينَ ــ مِنَ المَنَاصِبِ وَالتَّصَرُّفِ فِي مَالِ الغَائِبِ بِصَرفِهِ فِي المَصَارِفِ المُستَحَقَّةِ.

رَاجِع مَقَالَةَ: مَا الدَّليلُ عَلَى وُجُوبِ إخرَاجِ حَقِّ الخُمسِ مِنَ الأموَالِ وَدَفعِهِ إلى المَرجِعِ الدِّينِيِّ؟! عَلى مَوقِعِنَا.

وَدُمْتُمْ سَالِمِيْنَ.