هل يوجد بحث للفكر الكلامي عند الشيخ الطوسي أبو جعفر ؟
السلام عليكم ورحمة الله
إهتمَّ عُلماءُ الشّيعةِ ومنذُ فتراتٍ مُتقدّمةٍ بالبحوثِ الكلاميّةِ والعقديّةِ على قدرِ إهتمامِهم بالبحوثِ الأصوليّةِ والفقهيّةِ وغيرِها، سيّما في القرنينِ الرّابعِ والخامسِ الهجريّينِ، إذ تكاملَتِ الهويّةُ العلميّةُ للمذهبِ، وتقرّرَت أصولُه وأُسسُه بشكلٍ علميٍّ ومنهجيٍّ أكثرَ ممّا مضى، وكانَ للشّيخِ الطّوسيّ القدحُ المُعلّى في هذا الشّأنِ حيثُ يعودُ إليهِ تأسيسُ الحوزةِ العلميّةِ في النّجفِ الأشرفِ، ولا يمكنُ للباحثِ في علمِ الكلامِ الإسلاميّ أن يُهملَ دورَ الشّيخِ الطّوسيّ وموقعيّتهُ في هذا المضمارِ، إذ يعودُ إليهِ وإلى أُستاذيهِ المُفيدِ والمُرتضى الفضلُ في تشييدِ أركانِ الفكرِ الكلاميّ للإماميّةِ وبلورةِ أُطروحاتِه، في مُختلَفِ مواضيعِه ومسائلِه. ومعَ ذلكَ لَم يحظَ الدّورُ الكلاميّ للشّيخِ الطّوسيّ بالإهتمامِ المطلوبِ منَ الدّارسينَ والباحثينَ، ولَم تُقدّم مُعالجاتٍ كاملةً لفكرِه إلّا بشكلٍ محدودٍ.
قالَ العلّامةُ الحلّيّ في حقِّ الشّيخِ الطّوسي: «شيخُ الشّيعةِ، قدّسَ اللهُ روحَه، ورئيسُ الطّائفةِ، جليلُ القدرِ، عظيمُ المنزلةِ، عينٌ، صدوقٌ، عارفٌ بالأخبارِ، والرّجالِ، والفقهِ، والأُصولِ، والكلامِ، والأدبِ، وجميعُ الفضائلِ تُنسبُ إليهِ، صنّفَ في كلِّ فنونِ الإسلامِ، وهوَ المُهذِّبُ للعقائدِ في الأُصولِ والفروعِ، والجامعِ لكمالاتِ النّفسِ في العلمِ والعملِ»(5).
ومنَ الآثارِ الكلاميّةِ للشّيخِ الطّوسي:
1- أُصولُ العقائدِ، ذكرَهُ في كتابِه الفهرست (ص 161)، مُعبِّراً عنهُ بقولِه: كتابٌ في الأُصولِ كبيرٌ، خرجَ منهُ الكلامُ في التّوحيدِ وبعضُ الكلامِ في العدلِ.
2- الإقتصادُ الهادي إلى طريقِ الرّشادِ: وهوَ فيما يجبُ على العبادِ من أُصولِ العقائدِ والعباداتِ الشّرعيّةِ على وجهِ الإختصارِ، طُبعَ في طهران سنةَ (1400 هـ).
3- تلخيصُ الشّافي في الإمامةِ: أصلُه لأُستاذِه الشّريفِ المُرتضى علمِ الهُدى، وقَد قامَ هوَ بتلخيصِه، طُبعَ التّلخيصُ في نهايةِ الشّافي في طهران سنةَ (1301 هـ).
4- تمهيدُ الأُصولِ: وهوَ شرحٌ لكتابِ «جُملِ العلمِ والعملِ» لأُستاذِه الشّريفِ المُرتضى، لَم يُخرِج منهُ إلاّ ما يتعلّقُ بالأُصولِ، كما أشارَ في الفهرست (ص 161)، وطُبعَ في طهران بتحقيقِ عبدِ المُحسنِ مشكاةُ الدّيني، سنةَ (1362 ش).
5- رياضةُ العقولِ: وهوَ شرحٌ لكتابِه «مُقدّمةٌ في المدخلِ إلى علمِ الكلامِ» كما أشارَ هوَ إلى ذلكَ في الفهرست ص (161).
6- كتابُ ما لا يسعُ المُكلّفَ الإخلالُ به.
7- ما يُعلّلُ وما لا يُعلّلُ، ذكرَهُ في الفهرست (ص 161).
8- المسائلُ في الفرقِ بيَن النّبيّ والإمامِ: ذكرَها في الفهرست (ص 161).
9- المسائلُ الرّازيّةُ في الوعيدِ: وهيَ خمسَ عشرةَ مسألةً، وردَت منَ الرّيّ إلى أُستاذِه الشّريفِ المُرتضى فأجابَ عنها، وأجابَ عنها الشّيخُ الطّوسيّ أيضاً، ذكرَها في الفهرست (ص 161).
10- المفصحُ في الإمامةِ: طُبعَ في قُم بتحقيقِ الشّيخِ رضا استادي.
11- مقدمةٌ في المدخلِ إلى علمِ الكلام: وصفَها في الفهرست (ص 161) بقولِه: «لَم يُعمَل مثلَها»، طُبعَت في قُم بتصحيحِ مُحمَّد تقي دانش پزوه.
ومنَ الأبحاثِ التي عملَت على مُعالجةِ التّراثِ الكلاميّ للشّيخِ الطّوسيّ وقَد يكونُ مُفيداً للسائلِ كتابُ (النّظريّاتُ الكلاميّةُ عندَ الشّيخِ الطّوسيّ: دراسةٌ تحليليّةٌ مُقارنةٌ) تأليفُ علي مُحمَّد جواد فضلُ الله.
اترك تعليق