ممكن شرح المقطع التالي من نهج البلاغة (وما على المسلم من غضاضة في ان يكون مظلوما ما لم يكن شاكا في دينه )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا جزءٌ من رسالةٍ أرسلها أميرُ المؤمنين (ع) الى معاويةَ بن أبي سفيان ، عندما أرسلَ له معاوية رسالة يعيّرهُ ويتنقصهُ بأنه كان يُقاد الى البيعة كما تقاد البعير ، حيث قال (ع) : وقُلْتَ : إِنِّي كُنْتُ أُقَادُ - كَمَا يُقَادُ الْجَمَلُ الْمَخْشُوشُ حَتَّى أُبَايِعَ - . ولَعَمْرُ اللَّهِ لَقَد أَرَدْتَ أَنْ تَذُمَّ فَمَدَحْتَ - وأَنْ تَفْضَحَ فَافْتَضَحْتَ - ومَا عَلَى الْمُسْلِمِ مِن غَضَاضَةٍ فِي أَن يَكُونَ مَظْلُوماً - مَا لَم يَكُنْ شَاكَّاً فِي دِينِهِ ولَا مُرْتَاباً بِيَقِينِهِ . قال حبيب الله الخوئي : ( وما على المسلم من غضاضة ) أي ذلةٍ ومنقصةٍ ( في أن يكون مظلوماً ) أي مغصوباً حقّهُ وهو الخلافة والغاصب ظالم ( ما لم يكن ) المسلم المظلوم ( شاكَّا في دينه ولا مرتاباً بيقينه ) . منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للخوئي ج ١٩ ص ١٧٧ . وقال ابن ميثم : ووجهُ ذلك أنّه عليه السّلام لمّا كان ثابتاً على اليقين التامّ في علومه مبرّءاً عن الرّيبِ والشبهة في دينه فكان ذلك هو الكمالُ الحقّ والفضلُ المبين الَّذي لا نقصانَ معه لم يكن عليه غضاضةٌ في ظلم غيرهِ له ولم يلحقهُ بذلك نقصان ولا ذمّ بل كان إنفرادهُ بالثبات على الدين الخالص مع الإجتماع على ظلمهِ فضيلة تخصّهُ فيكون ذكرها مستلزماً لمدحهِ وتعظيمه ، وكذلك ليس في ذكرها فضيحة عليه ، إذ الفضيحة هي إظهارُ عيبِ الإنسان ونقصه وحيث لا عيبَ فلا فضيحة ، وأمّا أنّها فضيحة لمعاوية فلظهور نقصانه في عدم الفرقِ بين ما يمدحُ به ويذمّ . شرح نهج البلاغة لابن ميثم البحراني ج ٤ ص ٤٤٣ .
اترك تعليق