ممكن روايات واحاديث تثبت امامة الامام الصادق ع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وردتْ رواياتٌ وأحاديثُ كثيرة تنصّ على إمامة الإمام الصّادق (ع) ، عموماً وخصوصاً ، وهي رواياتٌ تفوق حدّ التواتر ، وقد تناقلها الشيعة خلفاً عن سَلف ، جيلاً بعد جيل ، وإليكَ بعضها :
1- رواياتٌ عامّة تدلّ على إمامة الإمام الصادق (ع) بالعموم : حديث الإثنا عشر خليفة + حديث الثقلين = إمامة إثنا عشرَ إماماً من عترة النبيّ (صلى الله عليه وآله) إلى يوم القيامة ، وهذا لا ينطبقُ إلّا على أئمّة مذهب الشيعة الإمامية الذين أوّلهم عليُّ بن أبي طالب (ع) وآخرهم القائم المهدي (عجّل الله فرجه) ، ويدلّ على إمامة الإمام الصادق (ع) .
2- رواياتٌ عامّة تنصّ على إمامة الأئمّة الإثني عشرَ بالإسم واحداً بعد واحد مثل : حديثُ اللوح الذي أنزله الله على نبيّه ، وفيه أسماءُ الأئمة من بعده ، وقد رويَ هذا الحديث بطرقٍ كثيرة جداً ، وسنكتفي بطريقٍ واحد : روى الكلينيّ بسنده عن عبد الرحمن بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال أبي لجابرٍ بن عبد الله الأنصاري إنّ لي إليك حاجةً فمتى يخفّ عليك أن أخلو بك فأسألك عنها ، فقال له جابر : أيّ الأوقات أحببته فخلا به في بعض الأيام فقال له : يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيتهُ في يد أمي فاطمة عليها السلام بنتِ رسول الله صلى الله عليه وآله وما أخبرتك به أمّي أنّه في ذلك اللوح مكتوب ؟ فقال جابر : أشهدُ بالله أنّي دخلتُ على أمّك فاطمة عليها السلام في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله فهنيّتها بولادة الحسين ورأيت في يديها لوحاً أخضر ، ظننتُ أنّه من زمرّد ورأيت فيه كتاباً أبيض ، شبه لون الشمس ، فقلت لها : بأبي وأمي يا بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ما هذا اللوح ؟ فقالت : هذا لوحٌ أهداهُ الله إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فيه اسمُ أبي واسمُ بَعلي واسم إبني واسمُ الأوصياء من ولدي وأعطانيه أبي ليبشرني بذلك ، قال جابر فأعطتنيه أمّك فاطمة عليها السلام فقرأتهُ واستنسخته ، فقال له أبي : فهل لك يا جابر: أن تعرضهُ عليّ قال : نعم ، فمشى معه أبي إلى منزل جابر فأخرج صحيفةً مِن رقّ، فقال : يا جابر انظر في كتابك لأقرأ [ أنا ] عليك ، فنظر جابرٌ في نسخته فقرأه أبي فما خالف حرفٌ حرفاً ، فقال جابر : فأشهد بالله أنّي هكذا رأيته في اللوح مكتوباً. بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتابٌ من الله العزيز الحكيم لمحمّدٍ نبيّه ونورهِ وسفيره وحجابهِ ودليله نزل به الروحُ الأمينُ من عند ربّ العالمين ، عظم يا محمّد أسمائي وأشكر نعمائي ولا تجحد آلائي ، إنّي أنا الله لا إله إلا أنا قاصم الجبارين ومديلُ المظلومين وديّان الدين ، إنّي أنا الله لا إله إلّا أنا ، فمَن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي ، عذبته عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين فإيّاي فاعبد وعليّ فتوكّل ، إنّي لم أبعث نبيّاً فأكملت أيّامه وانقضت مدّته إلا جعلتُ له وصيّاً وإنّي فضّلتك على الأنبياء وفضلتُ وصيّك على الأوصياء وأكرمتك بشبليكَ وسبطيكَ حسنٌ وحسين ، فجعلت حسناً معدن علمي ، بعد إنقضاء مدّة أبيه وجعلت حسيناً خازن وحيي وأكرمته بالشهادة وختمتُ له بالسعادة ، فهو أفضلُ مَن إستشهد وأرفع الشهداء درجةً، جعلت كلمتي التامّة معه وحُجّتي البالغة عنده، بعترته أثيبُ وأعاقب ، أولهم عليٌّ سيّدُ العابدين وزين أوليائي الماضين وإبنه شبه جدّه المحمود محمّد الباقر علمي والمعدن لحكمتي سيهلك المرتابون في جعفر ، الرادّ عليه كالرادّ عليّ ، حقّ القول مني لأكرمنَّ مثوى جعفر ولأسرّنّه في أشياعه وأنصاره وأوليائه ،إنتجبتُ بعده موسى، وأتيحت فتنةً عمياء صمّاء حندس لأنّ خيط فرضي لا ينقطع وحُجّتي لا تخفى وأنّ أوليائي يُسقون بالكأس الأوفى، مَن جحدَ واحداً منهم فقد جحدَ نعمتي ومن غيّر آية مِن كتابي فقد إفترى علي ، ويلٌ للمُفترين الجاحدين عند إنقضاء مدّة موسى عبدي وحبيبي وخيرتي في عليٍّ وليي وناصري ومن أضعُ عليه أعباء النبوّة وأمتحنهُ بالإضطلاع بها يقتله عفريتٌ مستكبر يدفنُ في المدينة التي بناها العبد الصالح إلى جنب شرِّ خلقي، حقَّ القول منّي لأسرنّه بمحمّدٍ إبنه وخليفته من بعده ووارث علمه ، فهو معدنُ علمي وموضع سري وحجّتي على خلقي لا يؤمنُ عبدٌ به إلّا جعلتُ الجنّة مثواه وشفّعته في سبعينَ من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار وأختمُ بالسعادة لإبنه عليّ وليي وناصري والشاهد في خلقي وأميني على وحيي ، أخرج منه الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي الحسن وأكمل ذلك بإبنه " م ح م د " رحمةً للعالمين ، عليه كمال موسى وبهاء عيسى وصبر أيوب فيذُلّ أوليائي في زمانه وتتهادى رؤوسهم كما تتهادى رؤوس الترك والديلم فيقتلون ويحرقون ويكونون خائفين ، مرعوبين ، وجلين ، تصبغُ الأرض بدمائهم ويفشو الويلُ والزنا في نسائهم أولئك أوليائي حقّاً ، بهم أدفع كلّ فتنةٍ عمياء حندس وبهم أكشفُ الزلازلَ وأدفع الآصار والأغلالَ أولئك عليهم صلواتٌ من ربّهم ورحمة وأولئك هم المُهتدون . قال عبد الرحمن بن سالم : قال أبو بصيرٍ : لو لم تسمع في دهرك ، إلّا هذا الحديث لكفاك ، فصُنه إلّا عن أهله . الكافي للكليني ج ١ ص ٥2٧ - 528 . قال البياضيّ العامليّ بعد أن روى حديثَ اللوح : وروى هذه الصحيفة عن جابرٍ بنيفٍ وأربعين رجلاً . الصراط المستقيم ج 2 ص 137 .
3- روى الصدوقُ بسنده عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي خالدٍ الكابُلي قال : دخلت على سيّدي عليٍّ بن الحسين زين العابدين عليهما السلام فقلت له : يا ابن رسول الله أخبرني بالذين فرضَ الله عزّ وجل طاعتهم ومودّتهم ، وأوجبَ على عباده الإقتداء بهم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقال لي : يا كنكر إنّ أولي الأمر الذين جعلهم الله عزّ وجل أئمّة للناس وأوجبَ عليهم طاعتَهم : أميرُ المؤمنين عليٌّ بن أبي طالب عليه السلام ، ثمّ الحسن ، ثم الحسين إبنَي عليٍّ بن أبي طالب ، ثمّ انتهى الأمر إلينا . ثمّ سكت . فقلت له : يا سيّدي روي لنا عن أمير المؤمنين ( عليٍّ ) عليه السّلام أنّ الأرض لا تخلو مِن حجّةٍ لله عزّ وجل على عباده ، فمنِ الحُجّة والإمام بعدك ؟ قال : إبني محمّد ، وإسمه في التوراة باقر ، يبقر العلم بقراً، هو الحجّة والإمام بعدي ، ومن بعد محمّد إبنه جعفر ، واسمهُ عند أهل السماء الصادق ، فقلت له : يا سيّدي فكيف صار اسمهُ الصّادق وكلّكُم صادقونَ، قال : حدّثني أبي ، عن أبيه عليهما السلام أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إذا ولد إبني جعفر بن - محمّد بن عليٍّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فسمّوه الصادق ، فإنّ للخامس من ولده ولداً اسمه جعفر يدّعي الإمامةَ إجتراءً على الله وكذباً عليه فهو عند الله جعفرُ الكذاب المُفتري على الله عزّ وجل ، والمُدّعي لِما ليس له بأهل ، المُخالف على أبيه والحاسد لأخيه ، ذلك الذي يرومُ كشف ستر الله عند غيبة وليّ الله عز وجل ، ثمّ بكى عليُّ بن الحسين عليهما السلام بكاءً شديداً ، ثم قال : كأنّي بجعفرٍ الكذاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمرِ وليّ الله ، والمُغيّب في حفظ الله والتوكيل بحرمِ أبيه جهلاً منه بولادته ، وحرصاً منه على قتلهِ إن ظفر به ، ( و ) طمعاً في ميراثه حتى يأخذه بغير حقّه . قال أبو خالد : فقلت له : يا إبن رسول الله وإنّ ذلك لكائن ، فقال : إي وربّي إنَّ ذلك لمكتوبٌ عندنا في الصحيفة التي فيها ذكرُ المِحن التي تجري علينا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله . قال أبو خالد : فقلت : يا ابن رسول الله ثمّ يكون ماذا ، قال : ثمّ تمتدّ الغيبة بوليّ الله عزّ وجلّ الثاني عشر من أوصياء رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمّة بعده . يا أبا خالد إنّ أهل زمان غيبتهِ القائلين بإمامته والمُنتظرين لظهوره أفضلُ من أهل كلّ زمان ، لأنّ الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المُشاهدة ، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف ، أولئك المُخلصون حقاً وشيعتنا صدقاً، والدّعاة إلى دين الله عز وجل سرّاً وجهراً. وقال عليّ بن الحسين عليهما السلام: إنتظار الفرج من أعظم الفرج . كمال الدين وتمام النعمة، الشيخ الصّدوق، ص ٣٤٩ - ٣٥٠ .
4- الروايات الخاصّة والتي فيها نصَّ الإمام الباقر (ع) على إمامة الإمام الصادق (ع) من بعده ، وهي رواياتٌ عديدة : منها: ما رواه الخزّار القمّي بالإسناد عن الكُميت بن أبي المُستهل أنّه دخل على الإمام الباقر عليه السلام واستأذنه في إنشادِ أبيات ، فأذن له الإمام إلى أن أنشده : متى يقوم الحقّ فيكم متى * يقوم مهديّكم الثاني قال (ع) : سريعاً إن شاء الله سريعاً، ثم قال : يا أبا المستهل إنّ قائمنا هو التاسع من ولد الحسين ، لأنّ الأئمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إثنا عشر ، والثاني عشر هو القائم عليه السلام . قلت : يا سيدي فمَن هؤلاء الإثنا عشر ؟ قال : أوّلهم عليٌّ بن أبي طالب ، وبعدهُ الحسن والحُسين ، وبعد الحسين عليّ بن الحسين ، وأنا ، ثمّ بعدي هذا ووضعَ يده على كتف جعفر . قلت : فمن بعد هذا ؟ قال : إبنه موسى ، وبعد موسى ابنه عليّ ، وبعد عليّ ابنهُ محمّد ، وبعد محمّد ابنه علي ، وبعد علي ابنه الحسن ، وهو أبو القائم الذي يخرج فيملأ الدنيا قسطاً وعدلاً ويشفي صدور شيعتنا . قلت : فمتى يخرج يا ابنَ رسول الله ؟ قال : لقد سُئلَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك فقال : إنّما مثله كمثلِ الساعة لا تأتيكم إلا بغتةً . كفاية الأثر للخزّاز القمّي ص ٢٧2 . ومنها : ما رواهُ الكلينيّ بإسناده عن أبي الصباح الكناني قال : نظر أبو جعفرٍ عليه السلام إلى أبي عبد الله عليه السلام يمشي فقال : ترى هذا ؟ هذا منَ الذين قال الله عزّ وجل : { ونريدُ أن نمنَّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّةً ونجعلهم الوارثين .} الكافي للكليني ج ١ ص ٣٥٤ . ومنها : ما رواه الكليني بإسناده عن جابرٍ بن يزيد الجعفي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سُئلَ عن القائم عليه السلام فضربَ بيده على أبي عبد الله عليه السلام فقال : هذا والله قائمُ آل محمد صلّى الله عليه وآله ، قال عنبسة : فلمّا قبض أبو جعفر عليه السلام دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فأخبرته بذلك ، فقال صدق جابر ، ثم قال : لعلّكم ترون أنّ ليس كلّ إمامٍ هو القائم بعد الإمام الذي كان قبله . الكافي للكليني ج ١ ص ٣٥5 . وغيرها منَ الروايات التي يمكنكم مراجعتها في كتاب كمال الدين للصدوق ، وكفايةُ الأثر للخزّار القمّي ، ومقتضب الأثر لابن عيّاش ، وجامع الأثر في إمامة الأئمّة الإثني عشر للسيد حسن آل طه .
اترك تعليق