"محمود الرحباوي" هل هو شيعي اصولي ام اخباري
ورد في تاريخ العراق القريب، وتاريخ النجف الاشرف وما حولها، اسم لشخصية غير عراقية، هي "محمود الرحباوي"، وقد عاصر هذا الرجل المرجع الأعلى الشيخ جعفر الكبير، وتاليا فقد مات بظروف غامضة. سؤالي عن مذهب هذا الرجل واعتقاده، هل هو شيعي اصولي ام اخباري، وما التفسير التاريخي لانحيازه إلى الوهابية؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
السّيّدُ محمود الرّحباوي رجلٌ شيعيٌّ إماميّ، سكنَ الرّحبةَ، ولم يكُن مِن أهلِ العلمِ ورجالِ الدّينِ، وإنّما كانَ صاحبَ أملاكٍ وعقارات، وكانَ معروفاً بكرمِه وسخائه، وحصلَت لهُ شهرةٌ عامّةٌ، ورئاسةٌ عندَ أعرابِ الباديةِ ضمنَ منطقتِه، ولهُ دورٌ في إزدهارِ الرّحبةِ في أواخرِ القرنِ الثاني عشر، حيثُ أظهرَ عينَ الرّحبةِ التي طُمرَت بالرّمالِ، وبها إنتعشَت الرّحبةُ بالزّراعةِ، ورمّمَ قصرَ الرّحبةِ، وسكنَ فيها، وهوَ الذي شيّدَ قبرَ السّيّدِ العلويّ محمّدٍ بنِ الحسنِ فيها، والتي هدمَها الوهابيّةُ لاحقاً، ثمَّ عاودَ السّيّدُ بناءها بعدَ سنواتٍ مِن هدمِها.
وكانَ الوهابيّونَ أثناءَ غاراتِهم على النّجفِ ينزلونَ بالرّحبةِ عندَ السّيّدِ محمود الرّحباوي، وكانَ السّيّدُ يكرمُهم ويحترمُهم، وأرسلَ الشّيخُ كاشفُ الغطاءِ الكبيرُ إليهِ أن يُخبرَ النّجفيّينَ بمجيءِ جيشِ الوهابيّةِ، حتّى يتهيّئوا، فلم يستجِب السّيّدُ لهُ، وكانَ تبريرُه : أنا رجلٌ ذو مزارعَ وأراضٍ وأخشى على نفسِي ومالي مِن هؤلاءِ لأنّي طُعمةٌ بينَ أيديهم .
فاضطرَّ الشّيخُ الكبيرُ كاشفُ الغطاءِ إلى تشكيلِ جيشٍ مُدرّبٍ لحمايةِ النّجفِ مِن غزو الوهابيّة.
وعذرُه وإن لم يكُن مقبولاً، إذ كانَ الواجبُ عليهِ الإستجابةُ لزعيمِ الطّائفةِ الشّيخِ جعفرٍ كاشفِ الغطاءِ ، ولكنَّ هذا لا يخرجُه عنِ التّشيّعِ، ولا دليلَ أنّهُ صارَ وهابيَّ العقيدةِ، وقد قامَ هوَ بتبريرِ موقفِه حيثُ قدّمَ مصالحَه الشّخصيّةَ على مصالحِ الطّائفةِ، ولا ربطَ للرّجلِ بالإخباريّةِ والأصوليّة.
اترك تعليق