إن الإسلام يتناقض مع المنظومة القيمية والأخلاقية، وكل ما نراه من المسلمين أخلاقاً، فإن سببه عقابي لا أخلاقي قيمي، وقد يكون له سبب آخر ليس أخلاقياً، كالنفاق.
جواب الشبهة :
1- إن الإسلام راعى كثيراً في نصوصه القيم والمبادئ الأخلاقية، نظير: قوله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى)، وقوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) , وقوله تعالى :(ووصينا الإنسان بوالديه)، ونظير: أأمر بالعدل، الصدق منجات، من غشنا فليس منا، وعشرات بل آلاف النصوص.
2- في جميع المجتمعات المتحضرة يضع المشرعون عقوبات رادعة لأجل تنظيم الحياة، فإن بعض الناس بحسب سجاياهم لا ينتظم سلوكهم ما لم توجد عقوبات رادعة.
وقديماً قالوا: من أمن العقاب أساء الأدب.
وللإطلاع على تلك التشريعات راجع كتاب (قصة الحضارة) .
معنى هذا أن كل المجتمعات المتحضرة هي ضد القيم الأخلاقية، هل هذا معقول !.
3- إن الديانات السماوية الأخرى كالمسيحية واليهودية، توجد فيها جنبة عقابية أيضاً، ومقتضى ذلك أن تلك الشبهة تشملها أيضاً.
4- افترض السائل وجود ملازمة بين وجود العقوبة والأخلاق، مع أنه لا وجود لهكذا ملازمة، فما هي عقوبة الذي يكذب مثلاً، هل هي قطع اليد أم دفع الفدية أم ماذا؟.
5- إن جلّ العقوبات في الإسلام ليست على المخالفات الأخلاقية بما هي، بل بما تؤدي إلى الإضرار بالآخرين.
وبعبارة أخرى: إن بعض المخالفات الأخلاقية ليس لها عقوبة مادية، بل عقابها معنوي مثل الكذب، الغيبة، النفاق، ونحوها.
فمن راجع باب القصاص لا يجد لهذه المخالفات عقوبة مادية.
وإن بعض المخالفات الأخلاقية لها عقوبة مادية، مثل الزنا والسرقة، ونحوها.
فما قاله السائل ليس بصحيح على الإطلاق.
اترك تعليق