هل المقصودُ مِن قولِ الإمامِ أميرِ المؤمنينَ (عليهِ السلام) في دعاءِ كُميل: « يا نورَ المُستوحشينَ في الظُّلم » هوَ الإمامُ الحُسين (عليهِ السلام)؟
السلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه،إنَّ الواردَ في آخرِ دعاءِ كُميل هوَ: « يا سَابِغَ النِّعَمِ ، يا دافِعَ النِّقَمِ ، يا نُورَ المُستَوحِشِينَ فِي الظُّلَمِ ، يا عالِماً لا يُعَلَّمُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاَفعَل بِي ما أَنتَ أَهلُهُ ، وَصَلَّى الله عَلى رَسُولِهِ وَالاَئِمَّةِ المَيامِينَ مِن آلِهِ وَسَلَّمَ تَسلِيماً ». ومنَ الواضحِ أنّ المُرادَ مِن هذهِ الأوصافِ: « سَابِغَ النِّعَمِ »، « دافِعَ النِّقَمِ »، « نُورَ المُستَوحِشِينَ فِي الظُّلَمِ »، « عالِماً لا يُعَلَّمُ »، هوَ اللهُ تباركَ وتعالى، فإنّ الداعي يدعو اللهَ تعالى بهذهِ الأسماء، ويطلبُ منهُ أن يصلّيَ على محمّدٍ وآلِ محمّد، وأن يفعلَ به ما هوَ أهلهُ، منَ المغفرةِ والجودِ والخيرِ والكرمِ ونحوِ ذلك. والإمامُ الحُسين (عليهِ السلام)، وكذا أئمّةُ أهلِ البيتِ (عليهم السلام) وإن كانوا أنوارَ اللهِ تعالى، وأنوارَ المُستوحشينَ في الظُّلم، إلّا أنّ المرادَ بهذا الاسمِ في دعاءِ كُميل هوَ اللهُ تباركَ وتعالى. قالَ السيّدُ عبدُ الأعلى السبزواريّ في [شرحِ دُعاءِ كُميل ص204]: « (يا نُورَ المُستَوحِشِينَ فِي الظُّلَمِ) الظُّلَم: جمعُ الظُّلمةِ، وهيَ الغسق. المُستوحِشُ: القاعدُ في الخلواتِ، منَ الوحشة، وهيَ الخلوة. وإن عُمّ لفظُ (المستوحشِ) فيشملُ الأجنّةَ التي في غواسقِ الأرحام، والواقفينَ في ظلماتِ الأوهام، والسائرينَ في الأسفارِ وفي الليالي المُظلمةِ والطرقِ المُدلهمّةِ، وهوَ تعالى نورُ جميعِهم ».
اترك تعليق